اختتمت بالأمس مسابقة كأس العالم للأندية، وودعت أبوظبي العالم بعد 10 أيام كانت فيها عاصمة لكرة القدم، وعلى أمل اللقاء في موعد جديد العام المقبل في المكان نفسه والحدث نفسه، حتى تقدم أبوظبي إبهارها المعتاد، حتى تواصل ضيافتها التي كانت مضرب الأمثال، تألقت العاصمة وكانت البطل غير المتوج لهذه البطولة، فهي أبوظبي الأرض التي يمتزج فيها الواقع مع الأحلام، وهي واحة الحب والتسامح والسلام. نجحت اللجنة المنظمة العليا للبطولة برئاسة معالي اللواء محمد خلفان الرميثي في تنظيم الحدث بصورة مثالية، ولا يعتبر النجاح الذي تحقق مستغرباً أو خارجاً عن المألوف، فهذا هو ديدننا، وتلك هي عاداتنا، وعندما تكون المناسبة مهما علت قيمتها أو زادت أهميتها، وتكون الضيافة في دولة الإمارات، فذلك يعني أن الحدث ناجح قبل أن يبدأ، فلا مجال يتم تركه للمصادفة، وكل من على هذه الأرض لا يدخر جهداً في القيام بدوره والمساهمة في إنجاح المناسبة. نودع البطولة ولنا معها موعد جديد، في الزمان والمكان نفسهما العام المقبل، في أبوظبي، حيث تتم إعادة صياغة المستقبل، في الأرض التي لا تزال تتمسك بعاداتها وتقاليدها، ولا تنسلخ عن تراثها العريق، ومع ذلك تسابق الزمن، تحتل مراكز الصدارة في كل مؤشرات العصر القادم، هذا التكامل بين الماضي والمستقبل يشكل علامة مسجلة باسم دولة الإمارات وعاصمتها أبوظبي. في أبوظبي كان العالم هنا يحتفل بكرة القدم، وكان الضيوف والزوار القادمون لا يملكون عبارات تليق أو تتناسب مع ما شاهدوه من حفاوة وترحيب، وعندما يطغى الحديث عن روعة التنظيم وجماليات المدينة المستضيفة على كرة القدم وأيقونتها ريال مدريد، لابد أن تكون أبوظبي هي الطرف الراجح في المعادلة، وعندها تعلم أنها مدينة لا تشبه غيرها من المدن، تحبها من النظرة الأولى، ولا يتنافس مع حبها، سوى أصالة رجالها وطيبة شعبها. ودعت أبوظبي العالم مؤقتاً وسيعود من جديد، في موعد مختلف وبطولة أخرى، في كرة القدم أو غيرها من الرياضات، في مناسبات قادمة وفعاليات، فهذه المدينة لا تهدأ وليس لها نصيب من الراحة، لا ينتهي نشاط إلا ويبدأ نشاط آخر، هذا هو قدرها وهكذا أردنا لها أن تكون وجهة العالم، يتقاطر إليها الناس من مختلف الجهات، ليلتحفوا سماءها الزرقاء ويتوسدوا رمالها الصفراء، ويغوصوا في خليجها العربي، إلى لقاءٍ قادم موعدنا أبوظبي.