قبل أيام نظمت السفارة البريطانية لدى الدولة ملتقى لرعاياها بغية تعريفهم بالقوانين المحلية، وبالأخص ضرورة تسوية أية متعلقات مالية أو ديون أو مخالفات مرورية وغيرها من الأمور والالتزامات والتأكد من صلاحية الوثائق عند المغادرة حتى لا يجدوا أنفسهم في موقف حرج أو تعطيل لسفرهم جراء هذه المسائل المعلقة أو التي لم تتم تسويتها في حينها. وهي بادرة إيجابية تضاف لمبادرة سابقة لها عندما وظفت حفل شاي بعد الظهيرة، وهو من الطقوس الإنجليزية، لتذكير مواطنيها بضرورة احترام القوانين والعادات والتقاليد في البلد المضيف، والذي يحسن وفادتهم وإكرامهم. وقد جاء حفل الشاي في أعقاب حملة شنتها صحف بريطانية، وبالذات الصفراء و«التابلويد» منها على الإمارات بعد عدد من الحوادث والقضايا لبريطانيين خالفوا القوانين ليجدوا أنفسهم أمام العدالة. وكانت تلك الوسائل الصفراء كعادتها غير موضوعية ولا مهنية في تناولها لتلك القضايا التي تسبب بها أشخاص متهورون لا يحترمون قوانين ولا أنظمة وثقافة البلد الذي يزورون. في ازدواجية فاضحة، حيث نرى تلك الوسائل تنتقد بشدة تصرفات بعض السياح الخليجيين والعرب عند وجودهم في لندن، وتطالب السلطات بالتدخل لتقديمهم للقضاء عند أبسط تجاوز، بينما تريد منا السكوت ومن سلطات إنفاذ القانون غض الطرف عن تجاوزات عدد من مواطنيهم في الإمارات. كما تحث السفارة رعاياها على الالتزام بقواعد الاحتشام في الزي عند الوجود بالأماكن العامة والأسواق والمراكز التجارية، وقد كان التجاوز في هذا الجانب سبباً لوقوع العديد من حوادث سوء التفاهم والمشاجرات التي وصلت إلى أقسام الشرطة والمحاكم. وقبل السفارة البريطانية كانت نظيرتها الفلبينية قد نظمت في مثل هذا الوقت قبيل حلول شهر رمضان تجمعاً توعوياً لرعاياها جرى خلاله التركيز على مسائل الاحتشام واحترام شهر الصيام، وغيرها من القضايا المهمة تقديراً لطبيعة مجتمع الإمارات وقيمه وعاداته وتقاليده. والواقع أن مثل هذه الملتقيات مهمة وضرورية لأمثال هؤلاء من المقيمين الذين يسيئون للآخرين بجهلهم لطبيعة المجتمع الذي يعيشون فيه وثقافته، مع عدم وجود أدنى فكرة لديهم عن هذا الشهر المعظم لدى المسلمين قاطبة، وعلى الجهات المختصة تشجيع على تنظيم مثل هذه الملتقيات التي تصب في ترسيخ صورة الإمارات ومجتمعها المنفتح على كل الثقافات، وكل ما يطلب من الآخرين احترام ثقافته وخصوصيته.