ما يفعله نجمنا علي مبخوت في كرة القدم هذه الأيام، وآخره أمام الأهلي، الذي أقصاه «الجزراوي» عن نصف نهائي الكأس، لا يخص الجزيرة وحده، وإنْ أفاد «العنكبوت» وغطى الكثير من ثغراته، وأبقاه في دائرة الصراع، بعطاء نادر وجهد مخلص وإبداع غير مسبوق، يحسب للنادي وللاعب، لكن «المواطن مبخوت»، وهو يقدم ما يقدم، يحقق لكرة الإمارات بأسرها الكثير.. يبدأ الخروج بها ومعها من «شرنقة» الاعتماد على اللاعب الأجنبي، فبعد سنوات ظل خلالها لاعبونا ضيوفاً أو «سنيدة».. اليوم بات اللاعب المواطن رقماً مهماً وحاسماً، ومنذ أيام، غرد النصر أمام تراكتور الإيراني برباعية كلها «مواطنة». الجزيرة قبلنا، يدرك كيف حاله هذا الموسم، وبعيداً عن الأسباب، فقد اختفت أمام الأهلي.. وتغيرت الحال، بجهد الإدارة أو بتغير في الفكر أو بدافع جماعي، لكن كل ذلك كان تاجه علي مبخوت الذي أبدع كما يبدع دائماً، وقاد فريقه للفوز على الأهلي بطل الدوري وصاحب الشهية المفتوحة، وإذا كان الجزيرة يبدو «مبخوت» وصاحب حظ وفير فيما حقق على حساب الفرسان، فإن أيقونته ولاعبه الفذ علي مبخوت، ليس كذلك، فما يحدث معه لا يمكن تفسيره باعتباره ضربة حظ أو توفيقاً طارئاً، وإنما هو اجتهاد ومثابرة، يجني علي ثمارها. علي مبخوت، لاعب مثابر، ومنذ أن عرف طريقه إلى ساحة الساحرة المستديرة، يبدو وكأنه له خطة ومشروع، فهو يصعد السلم، وليس كأولئك المترنحين الذين يصعدون ويهبطون وهكذا، ومن يلاحظ مسيرته منذ البداية، ومن أول مباراة دولية خاضها، وكانت أمام هندوراس بمدينة الإسكندرية المصرية في كأس العالم للشباب عام 2009، يدرك أنه لاعب من طراز مختلف.. من أولئك الذين يريدون البقاء.. في الملعب.. ثم في التاريخ. وبطبيعة الحال، ليس بإمكان لاعب أن يتحمل عناء فريق بالكامل، سواء كان المنتخب أو ناديه، غير أن مبخوت يفعل ما يجنبه اللوم، فهو أساسي في تشكيلة فريقه خلال المواسم الثلاثة الأخيرة، وهو حرم مكانه على الأجانب، على الرغم من أنه مهاجم، وكانت أنديتنا ولا تزال لا تعرف التعاقد إلا مع مهاجمين، وبعيداً عما حققه مع المنتخب وهو كثير، أبرزه لقب هداف الخليج وآسيا، وصاحب أسرع هدف في آسيا، فقد استطاع علي مبخوت أن يسجل في الموسم الحالي 23 هدفاً في دوري الخليج، ليصبح أفضل هداف مواطن منذ انطلاق البطولة، كما أنه هداف الكأس حتى الآن برصيد 5 أهداف، ولذلك دلالاته ومعانيه التي يدركها بعمق كل محب وغيور على كرة الإمارات. صعد الجزيرة إلى نهائي الكأس، ولكن «علي» صعد مبكراً، وابتعد العنكبوت في الدوري، لكن «مبخوت» لا يبتعد.. مبخوت أيقونة كرة الإمارات الجديدة.. مبخوت سبب كافٍ لندرك أننا نسير في الطريق الصحيح. *?*? كلمة أخيرة: الحظ لا يرافق الكسالى.. الحظ كثير من عمل