لا يزال للمجد بقية، لم تنته المهمة بعد، واليوم يواصل الجزيرة مسيرته الجامحة، في أروقة كأس العالم للأندية، وبينما كان بعض المتشائمين يراهنون على أن المشوار لن يكون طويلاً، ها هو بطل الإمارات الذي افتتح البطولة وقص شريطها، يرفض أن يودعها مبكراً، وها هو يستمر في صدارة المشهد حتى يومها الأخير، ولا يغادرها قبل أن يضع بصمته الشخصية فيها، ويدون في التاريخ جملة «كان الجزيرة هنا». اليوم يبحث الفخر عن مواصلة المشوار واختتامه بطريقة مميزة، تليق بما قدمه الفريق منذ بدايتها، لتكون مسك ختام المشاركة التي بغض النظر عن نتيجة هذا المساء ستظل تاريخية وخالدة لن تمحى من عقول وقلوب اللاعبين، ستكون نهجاً ونموذجاً للأجيال القادمة، لن نقبل بأقل من هذا، نحن لا نطلب المستحيل، ولكن نطالب بالعطاء والاستبسال، وتمثيل الإمارات بشكل مشرف. يودع الجزيرة البطولة، وفي جعبته الكثير من الذكريات والأحداث التي سيرويها اللاعبون لأبنائهم، فقد شارك الجزيرة في كأس العالم للأندية، وتغلب على بطلي قارتين، ووقف شامخاً أمام أعظم فريق في تاريخ كرة القدم، سيحكي اللاعبون لأبنائهم أنهم كانوا هنا، في المكان نفسه الذي كان موجوداً فيه مودريتش ومارسيلو وكريستيانو رونالدو وزيدان، وستتحدث ألبومات الصور لتصوغ قصة المشاركة التاريخية بكل أحداثها الرائعة ولحظاتها الخيالية. يودع الجزيرة كأس العالم للأندية وعينه على المركز الثالث، ولن تكون المهمة سهلة أمام باتشوكا المكسيكي، يودع الجزيرة البطولة بعد أن قدم كرة الإمارات في أجمل صورة، كان فيها حديث العالم، عندما تغلب على أوكلاند النيوزيلندي في بداية المشوار وأجهض أحلام أوراوا الياباني في المباراة الثانية، ووقف نداً أمام ريال مدريد، وبعد أن حافظ على نظافة شباكه لمدة 233 دقيقة، ولم تهتز سوى بأقدام أفضل لاعب في العالم. اليوم تختتم بطولة كأس العالم للأندية، وكما كان متوقعاً، فإن اللقب سيكون بين بطلي أقوى قارتين، ريال مدريد الإسباني في مواجهة جريميو البرازيلي، ومع أن كل التوقعات والترشيحات تميل لمصلحة الملكي ليحافظ على لقبه، وليحقق مجداً جديداً، وغير مسبوق في تاريخ البطولة، ولن يكون هذا الشيء غريباً أو صعباً على الفريق الأكثر إنجازاً في تاريخ كرة القدم، ولكن لا يمكن الاستهانة بالبرازيليين أو التقليل من حظوظهم، والفرصة متاحة لأبناء بورتو أليجري لاستعادة اللقب لأبناء جلدتهم وإثبات مقولة أن المستحيل كلمة لا يتم تداولها في البرازيل.