في زمن المطر التكنولوجي الرهيب، وخصب التقدم والازدهار الذي تشهده الإمارات، وجدت وزارة التربية والتعليم نفسها أمام تحدٍ كان لابد لها وأن تقارعه بفطنة وحكمة، وأن تقف أمام المشهد الحضاري في بلادنا كشراع أبيض ناصع، يفرد أجنحة الوفاء بكل تقانة وحرفية ومهنية، تتوازى وهذا التقدم الملفت الذي تعيشه الإمارات. وفي بلد السعادة، سارت سفينة التربة ببوصلة المشاركة الفعّالة، في الإنجاز المبهر لمعاملات كل من يهمه أمر التعامل مع هذه المؤسسة الوطنية الرائدة، وقد أخذت الوزارة على عاتقها السير بالمنجز الحضاري بخطوات ثابتة وواثقة وأكيدة، وقد بلغ عدد مراكز خدمة المتعاملين تسعة مراكز موزعة على الإمارات السبع، إضافة إلى توفير مراكز الاتصال الإلكتروني ومواقع الاتصال الاجتماعي بالإضافة إلى الخدمات الذكية. هذا التواصل الذكي هيأ للوزارة بأن تصبح مركزاً محورياً في التلاقي مع من تربطهم بها العلاقة من طلاب ودارسين وباحثين وغيرهم، هذه المياه السيالة، وقنوات التواصل السهلة جعلت من إنجاز المعاملات أمراً يمر على المتعامل كنسائم الصباح، فلا عقد ولا عقبات، ولا كبوات ولا نكبات، ولا عراقيل تقطر العرق من الجبين، ولا مشاكل تئن من وطأتها قلوب المتعاملين. وقد جربنا وسألنا كل مجرب، فوجدنا الإجابة متفائلة ونشطة إلى حد تقديم الشكر للرجال الذين يعملون في هذه الوزارة. ووزارة التربية ليست كأي مؤسسة ضئيلة، تتعامل مع نفر من البشر، بل هي مؤسسة ممتدة كالمحيط، وعلاقتها ترتبط بمئات الألوف من المتعاملين، الأمر الذي يجعل من المهمة ليست سهلة، ولكن الإخلاص وحده هو سيد المرحلة، وهو المفصل الذي تحكم به على مدى النجاح أو الفشل وليس أعقد وأصعب من تعامل وزارة مع هذا الكم الهائل من البشر، والبشر أمر إقناعهم يحتاج إلى قدرات فائقة، كون المشاعر البشرية مثل الموجات، تلطم بعضها بعضاً، حتى تصل إلى الساحل فيكسرها شموخ الرمل. وهنا نجد وزارة التربية تقف شامخة أمام هذا الحشد من الناس، الذين يمتلئون بالحاجة، ويختزنون مشاكل جمّة، ولكن عندما تدار المؤسسات بعقول منفتحة على الآخر، ونفوس معشوشبة بالحب، وقلوب زرعها ناضج، فإن تحقيق الأهداف يكون أمراً يسيراً، وإنجاز مشروع النجاح لا يحجبه حاجب. إذاً نحن أمام نموذج حي أمنيتنا أن يحذو الجميع حذوه في مؤسسات أخرى لم تزل تخطو خطواتها الأولى نحو النجاح، وهذا حق مشروع لكل قائد عمل أن يستفيد من تجارب الآخرين، كي يصل إلى أهدافه المرسومة، ولا أحد معصوم من الخطأ، المهم أن نستفيد من الأخطاء لنرسم خطوط النجاح.. وكل الخير والبركة في مؤسساتنا، لأننا مقتنعون بأنها ممتلئة بالحب لهذا الوطن، ومن يحب لا يكره النجاح.