اقرأها كما تشاء، وافهمها كما تشاء.. بالهمزة أو بالياء.. طائر يحلق في سماء دوري الأبطال الآسيوي برباعية في شباك تراكتور الإيراني اقترب بها النصر من دور الثمانية.. أو حميد الطاير ربان سفينة «العميد»، والذي استطاع مع النواخذة من مجلس إدارة ولاعبين والمدرب يوفانوفيتش أن يمهدوا الطريق ويصنعوا تلك الملحمة الرباعية المبهرة التي لا تحسب للنصر وحده ولا تصب في مصلحته وحده، وإنما في مصلحة كرة الإمارات كلها. هكذا أتابع أية مباراة خارجية لأي من أنديتنا.. من يلعب هو الأبيض أياً كان لونه، أزرق أو بنفسجي أو أحمر.. أو أياً كان مسماه، وأمس الأول كانت الصورة مبهجة، فها هو العميد يزاحم كبار القارة ويقتنص للإمارات مساحة واسعة ومشرفة في أرض المجد، يحطم مع من حطموا قبله قاعدة الشرق الذي أوهمنا طويلاً أنه الأقوى، ولا شك أن لمثل هذه النتائج أثرها القادم على المنتخب. وبعيداً عن الفوز فقد حقق النصر مكاسب عدة، وأثبت عملياً أنه منافس قوي وتركزت مكاسبه في ثلاثة عوامل مهمة ومفرحة.. أولها قدرته على اللعب تحت ضغط، وفي كل الظروف فقد كان خروج لاعبه المميز نيلمار كفيلاً بزعزعة الفريق لكنه عاد أقوى، وثانيها أنه استغل معظم الفرص التي سنحت له، وكان ذلك من قبل عيباً في كرة الإمارات بأسرها التي شاب أداؤها طويلاً «الضجيج بلا طحين»، وثالثها أن التقدم لم يمنع اللاعبين من طلب المزيد فسجلوا من البداية حتى النهاية.. من الدقيقة 15، وحتى الدقيقة 89 بتوقيع أربعة مواطنين، سالم صالح صاحب الثنائية والعطاء الوفير والياسي صاحب الافتتاحية ومحمود خميس الذي أطلق رصاصة الرحمة في آخر المباراة. أي نعم هناك شوط ثانٍ للمباراة في إيران نتوقعه ملتهباً وربما حافلاً بمثل تلك الأحداث، التي رافقت نهاية الشوط الأول هنا من قبل الإيرانيين، لكن تراكتور ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه لا يستحق، وعلى العميد أن يستعد نفسياً لاستفزازات ومناوشات العودة، والتي كانت تصريحات المدرب الإيراني أمير نوبي بداية لها، فقد تفرغ لمهاجمة الحكام ولاعبي النصر بحجج واهية تنم أولاً عن سوء فهم وعقم فني واضح، ويكفي أنه أنكر على النصر أن يسجل من الفرص الأربع التي أتيحت له.. في تبريز علينا أن نكون جاهزين لموقعة مختلفة، آخر ما فيها الكرة. لا تخشوا جماهير تبريز، فلو كان لهم أثر لخشاهم لاعبو تراكتور واستعدوا فقط لهتافات جوفاء وشحن اعتدناه هناك على الأراضي الإيرانية التي يبدو أن تفوقها منذ زمن كان بفعل هذه الحروب المفتعلة وأجواء التعصب الأعمى.. أما كرة القدم فقد دانت لكم، ورأى كل ذي عينين ما لدينا وما نستطيع. كلمة أخيرة شماعة التبرير.. معلقة دائماً في دولاب الفشل.