أبدو وكأنه أسقط في يدي.. ماذا عساك أن تكتب قبل مواجهة فريق بلدك مع ريال مدريد.. هل تسلك الطريق ذاته الذي كنت تسلكه من قبل على حذر.. تحفز الهمم وتستنهض اللاعبين، وتنادي بالفوز ولا شيء سواه.. ألا يكفيك ما جنيت، وكان ما جنيت يبدو صعب المنال.. ألا يكفي عبور أوكلاند وأوراوا والصعود إلى نصف نهائي كأس العالم للأندية.. تنشد جوهرة التاج.. تريد هزيمة الريال.. ألا يبدو ذلك كثيراً. في السياقات الطبيعية، كان علي أن أختبئ في كتب التاريخ، فأذكر الجزيرة بأنه لا مستحيل في الكرة، وأعدد له هزائم النادي الملكي منذ البدايات حتى الآن.. أذكره بخسارة الريال أمام الكوركون نادي الدرجة الثانية برباعية نظيفة في كأس ملك إسبانيا موسم 2009 /‏‏ 2010، وخسارته بالنتيجة ذاتها من أتليتكو بلباو في الدوري موسم 1988، ومن ريال سرقسطة بسداسية مقابل هدف موسم 75، والسقوط بالثمانية أمام إسبانيول موسم 30، أو بالخسائر أمام برشلونة، أو نستدعي تلك الخسارة الأخيرة للنادي الملكي منذ أيام أمام جيرونا الصاعد حديثاً للدوري الإسباني بهدفين مقابل هدف، في الجولة العاشرة من الدوري.. ترى هل تجدي هذه الذكريات، أو هل لا يعلمها اللاعبون أصلاً.. ترى هل الواقع أشد وطأة من التاريخ.. ريال مدريد هنا.. ربما هذا يكفي.. هذا هو الفوز المسبق. هل يحتمل اللاعبون أن أطالبهم بالفوز، وأن أقول لهم إن جماهير الإمارات خلفهم في انتظار أن يعبروا الريال.. سأبدو قاسياً حتماً.. سأبدو بلا قلب ولا عقل ربما.. سأبدو غير واقعي بالمرة.. قد يأتي الفوز ربما، لكنه إنْ جاء فهو من تلك المنح التي يهديها القدر إذا شاء لمن يشاء. الليلة، على لاعبي الجزيرة أن يحتفلوا بالكرة وباللعب مع الريال.. أن يقدموا أقصى ما لديهم أياً كانت ثمرة هذا العطاء.. الجماهير تدرك وتشعر وتعرف أكثر من النقاد.. تعلم أن مواجهة نادٍ يساوي المليارات بلغة المال في كرة القدم، ليست أمراً عادياً، وليست خاضعة لحساباتنا البسيطة.. الفوارق حاضرة بين الأسماء هنا وهناك.. لكن لا فوارق في الإرادة وفي إثبات الذات وفي الاحتفال.. أن تطلبوا الاحتفال سيكون أجدى كثيراً من أن تطلبوا الفوز، فالأول قد يعود بالثاني في يديه. حقق الجزيرة «عين المراد»، ووضع كرة الإمارات في مباراة تاريخية غير مسبوقة، والليلة عليه فقط أن يثبت أنه لم يصل إلى تلك المحطة بالمصادفة.. لم يتجاوز بطلي قارتين إلا بالأداء وبالكرة.. الليلة على الجزيرة أن يلعب بقلبه.. نعم بقلبه، وسنعرف في المدرجات لأن قلوبنا معه. كلمة أخيرة: كل من يظهرون على مسرح الأحداث الليلة أبطال.. إنها «ليلة المونديال»