تحية لكل الدوائر والمؤسسات التي كانت بمستوى التعامل مع الظرف الجوي الطارئ الذي تعرضت له الدولة مؤخراً، وشهد سقوط أمطار غزيرة في العديد من المناطق، مع رياح قوية وشديدة السرعة، وتدنٍ كبير في درجات الحرارة، مع تساقط البرد والثلوج على قمة جبل جيس برأس الخيمة الذي تحول لمقصد سياحي، وشهد إقبالاً كبيراً من الجمهور الذي تدفق على المكان لمشاهدة منظر الثلوج تجمل المكان. في مقدمة الجهات التي كانت في مستوى الحدث، الهيئة الوطنية للطوارئ والأزمات، وهي تتابعنا بتحذيراتها وتوضيحاتها ونصائحها للجمهور، وكذلك البلديات، وأجهزة الشرطة ودوريات المرور التابعة لها التي كانت توجد بكثافة في مختلف المواقع لتنظيم حركة السير التي تأثرت في بعض الأماكن جراء تراكم مياه الأمطار أو الأشجار واللوحات الإعلانية التي تساقطت، وكذلك سرعة تدخل شرطة دبي و«الدفاع المدني» هناك، في أعقاب سقوط رافعة. تحولت الشاشات الإعلانية الضخمة إلى لوحات تحذيرية تدعو الجميع للقيادة بحيطة وحذر للتعامل مع مفاجآت تقلبات الطقس، وبالأخص سرعة الرياح التي تسبب في إثارة الغبار، وزحف الرمال على الطرق الخارجية، وتدني مستوى الرؤية. وكانت بلدية أبوظبي قد سارعت بعد حادث رافعة دبي لتحذير شركات الإنشاءات بإنزال رافعاتها ريثما تهدأ العاصفة وتستقر الأحوال الجوية في البلاد، فالسلامة العامة أولوية مطلقة، تُستنفر لها كل الإمكانات، وتحشد لها الطاقات، وتوفر لها الموارد لضمان عدم تضرر أحد من تلك الظروف. ولعل أبسط واجب من كل فرد منا أمام هذه الجهود والمبادرات، هو التفاعل الإيجابي معها من خلال التجاوب مع تحذيرات الأجهزة المختصة، لا سيما دعوات وزارة الداخلية وشرطة المرور للالتزام بالسرعات المحددة على الطرق، سواء الداخلية أو الخارجية. وللأسف البعض منا وكأنه من كوكب آخر، لا تعنيه التحذيرات، فنراه ينطلق بسيارته بطيش واندفاع وتهور بصورة تحمل خطورة بالغة عليه، وعلى كل مستخدمي الطريق. كما يتجلى التفاعل الإيجابي مع ذلك الجهد الكبير المبذول بالحرص على عدم تداول الإشاعات وترويجها من خلال وسائط التواصل الاجتماعي، فقد حرصت الجهات الرسمية التي ذكرتها على توظيف حساباتها لإطلاع الجمهور أولاً بأول على التطورات بصورة ساهمت بشكل فعال على منع انتشار أي إشاعة أو معلومة مغلوطة، الأمر الذي يؤكد لنا أهمية الشفافية والانفتاح في التعامل مع ظروف طارئة لأجل سلامة الجميع.