لا تسألني عن الأرقام ولا تقنعني بها، لا تدخل بي إلى كتب الأرقام والإحصائيات والتاريخ، فذلك ولى. لا تقنعني بالمستحيل ولا حتى بالممكن، فالمستحيل والممكن هو أنت، أنت من يصنع التاريخ، من يبدل الإحصاءات، من يتفوق أو ينكسر، أنت من تستطيع أن تكتب من اليوم ما تريد. «نحلم معاً»، تلك مبادرتنا باسم جديد، لكنها بالمعاني ذاتها، في آسيا، لا مجال إلا لأن نكون معاً، نتنافس هنا في الدوري، نتوزع مشجعين وأنصاراً، لكننا حين تدق طبول آسيا، لا سبيل أمامنا سوى أن نلتحم، وأن نلتف حول علم يجمعنا، وحين يتردد صدى النشيد، لن يكون فينا بعيد. اليوم، يواجه النصر، تراكتور الإيراني في الدور الثاني لدوري أبطال آسيا بملعب العميد، وقبل المواجهة، من الطبيعي أن نسرد ما يعزز موقفنا ويغرينا بنصر قادم، فالأفضلية للأندية الإماراتية في آخر 3 سنوات بسبعة انتصارات وأربعة تعادلات وخمس خسائر، و21 هدفاً لأندية الإمارات، مقابل 18 للأندية الإيرانية، هذا هو ملخص الأرقام، لكنها ليس بالضرورة أن تكون عنواناً للقادم، فقبل السنوات الثلاث «الخضر»، كانت سنوات الجفاف ثم الدأب، قبلها كان هناك لاعبون آخرون ومدربون مختلفون وأمنيات أخرى. في الكرة، الأيام القريبة هي التي تصنع التاريخ، ويوماً بعد يوم، تتشكل سنوات العطاء أو الانحسار، لا شيء يدوم، أنت تعمل وهم يعملون، لسنا وحدنا من يحلم ويتدرب، لكننا وحدنا من سئم سنوات الانتظار الطويلة، وحدنا من راوحنا مواقعنا زمناً، واقتربنا زمناً، وآن الأوان، كي نتخلص من كل تبعات الماضي، آن الأوان لنحطم قاعدة «الشرق والغرب»، فالانتصارات لا تأتي بالشروق ولا بالغروب، وفي بقعة أخرى، يتخوف الشرق من الغرب، العبرة ليست بالحدود ولا بالجغرافيا، العبرة بك أنت، أنت من يرسم حدود الحلم والحقيقة. اليوم، يحلم بالنصر، مع فريق يليق به الحلم، ويستطيع أن يجليه، فالعميد خاض بصبر ودأب مرحلة «البناء والتجديد» تحت قيادة مدربه الصربي إيفان بوفانوفيتش، وتمكن من التماسك وأوشك على النجاح، ليس فقط بلاعبين اثنين من نجومه في تشكيلة الأحلام، هما أحمد الياسي ومحمود خميس، ولكن بإرادة لا تخطئها العين، إرادة تليق بآسيا، وتستطيع أن تخط فيها سطراً مختلفاً، يكتبه «العميد». كلمة أخيرة: حين «نحلم معاً» نصحو على محبة، حتى لو تأخر «التفسير»