اقتبستها مرات.. كتبتها تلميحاً وتصريحاً: «حبك الشيء يعمي ويصم».. هكذا نحن حين ننحاز لشيء.. لنادٍ أو لقضية أو فكرة.. حين نحب.. لا نرى عيباً على الإطلاق، ولا نرضى بديلاً لما نريد، وفي كرة القدم.. في عالم المشجعين، تزداد الإشكالية عمقاً وشغفاً وانحيازاً، فالنادي الذي أشجعه هو الأروع.. هو حين يفوز من يستحق، وحين يخسر هو الذي تآمروا عليه، أما لاعبي الأثير والمحبب فهو نجم النجوم.. هو الهداف والقناص وصانع الفرص، وأحسن لاعب.. إن حصد اللقب فلأن من اختاروه أجادوا، وإن جانبه «العرش»، فلأنهم تآمروا عليه. النماذج ممتدة وكثيرة.. من «ضرابة» مشجعي البارشا والريال فيما بيننا، إلى حفل ختام الموسم في دورينا.. نفس المحبة التي «تعمي وتصم»، ولا ترضى إلا بما تظن.. لسنا على استعداد لتقبل فكرة أن المجيدين كثيرون، لكن في النهاية لابد من واحد فقط.. تماماً كالأندية.. واحد فقط هو الذي يحصد اللقب، وعلى سبيل المثال، فقد حصد البارسا لقباً يستحقه بفارق نقطة، بعدها صار الدوري لأنصار الريال بلا جدوى أمام دوري الأبطال الذي تأهلوا للصراع على لقبه، فيما اختزل كل محبي برشلونة المجد في دوريهم.. رغم أنها طرق شتى للتفوق.. تمنح هذا وذاك بعضاً مما يريدون. وفي ختام الموسم لدينا، حصد لقب أفضل لاعب مواطن نجم العين ودورينا عمر عبدالرحمن، لكن أحداً لم يقل إن ماجد حسن وعلي مبخوت لا يستحقان، وكنت قد توقعت أحمد خليل أيضاً في ترشيحات الأفضل، لكن ليس كل ما نتوقعه أو ننتظره يحدث.. في النهاية هي قناعات.. تختلف لأنها مرهونة بي وبك.. ليست معادلة كيميائية، نمزج هذا العنصر بذاك فنحصل على مركب بعينه، وبالتالي، تبقى مرهونة بالتمني، ولا يليق بها أبداً «الشك». في نهاية أي تحدٍ.. بطولة أو لقب أو جائزة.. هناك واحد فقط، إما يقتنص لقبه بيديه، كما هو حال لقب الدوري، أو ينتظر تصويتاً غالباً لا يمنحه الإجماع، لكنه لا ينال من الإبداع. أمس الأول.. كان علي مبخوت يستحق، وكذا ماجد حسن، وإلا ما زاحما على اللقب، مثلما كان الحال في منافسي تيجالي وكوزمين وماجد ناصر والعكبري وشاهين سرور ونادي الجزيرة.. لكن واحداً فقط كان عليه أن يصعد تحت الضوء.. بفارق قل أو كثر، فهكذا تحسم الأمور.. ولا يمكن أن ينال ذلك من إبداع البقية. كلمة أخيرة: التشكيك لن يرضيك.. إن أراحك اليوم غداً يبكيك