ما إن ينفض سامر بطولة أمم أفريقيا، إلا وتتجه الأنظار صوب العاصمة أبوظبي، ترقباً لـ«كلاسيكو العرب» الذي تحتضنه أرض الذهب الإماراتية مساء يوم الجمعة المقبل، تكراراً لمشهد 15 أكتوبر عام 2015 عندما استضاف استاد هزاع بن زايد كأس السوبر المصري للمرة الأولى خارج الديار المصرية. ولا زلت عند رأيي بأن دولة الإمارات هي المكان المثالي لأشهر كلاسيكو على مستوى الوطن العربي، خاصة أن بطولة هذا العام تتزامن مع مرور مئة عام على أول مواجهة بين الأهلي والزمالك. وتستمد بطولة هذا العام أيضاً كونها تأتي بعد تألق الكرة المصرية في النهائيات الأفريقية، بعد سبع سنوات من الغياب. ولأن الإمارات هي وطن الإبداع والمبادرات، فإن المنظمين استثمروا فرصة استضافة المباراة رقم 100 بين القطبين الكبيرين لتكريم أفضل لاعب في تاريخ كل من الفريقين بمنحه سيارة موديل 2017، تكريماً وتقديراً لمسيرة حافلة بالعطاء والإنجازات. ومثلما نجحت مصر بامتياز في استضافة السوبر الإماراتي ما بين الأهلي والجزيرة باستاد الدفاع الجوي، فإنه لا يساورنا أدنى شك في أن «كلاسيكو العرب» على استاد محمد بن زايد بنادي الجزيرة سيمثل حالة من الإبهار تعودناها عند استضافة دولة الإمارات للمناسبات والفعاليات الرياضية. ×××× انتهت بطولة أمم أفريقيا، بحلوها ومرها، وطارت الطيور بأرزاقها، ولأنني أكتب هذه السطور قبل المباراة النهائية، فإنني أتمنى أن يكون الحظ قد حالف منتخب مصر ونال اللقب الثامن في مباراته أمام أسود الكاميرون، وحتى لو خسر اللقب فإنه يحسب لهذا الجيل الذي شارك معظمه للمرة الأولى في البطولة الأفريقية، أنه كان طرفاً في النهائي برغم غياب كرة بلاده عن آخر ثلاث نسخ للبطولة. ومن الظواهر التي ارتبطت بالبطولة أن منتخب كوت ديفوار حامل اللقب غادر من الدور الأول تماماً، مثل منتخب الجزائر الذي ضم رياض محرز أحسن لاعب في أفريقيا، كما أن منتخب الجابون صاحب الأرض والجمهور غادر البطولة مبكراً من دون أن يشعر به أحد، أما المدرب الفرنسي هيرفي رينارد فقد واجه للمرة الأولى سوء حظ مع منتخب المغرب، وهو المدرب الذي يستحق لقب «الساحر الفرنسي»، حيث قاد منتخب زامبيا للفوز بلقب بطولة أفريقيا 2012، ثم قاد كوت ديفوار للقب بطولة 2015، وقبلها بسنوات قاد فريق ليوبارد الكيني للفوز بلقب بطولة الكونفدرالية. وإلى اللقاء في الكاميرون 2019.