لا شك أن اليوم، وبعد هذه السنوات من العطاء والتجديد، وتنوع أفرع جائزة الصحافة العربية، بما يتناسب ومستحدثات وسائل الإعلام المكتوب والرقمي، وهذا الصيت العربي الذي أوجدته لنفسها، عبر مجالس إدارة متنوعة ومختلفة ومتجددة، متخذة الموضوعية والحيادية، والانتصار للمهنة وشرفها فقط، وما يصاحبها عادة من حدث إعلامي مواز، لا يقل أهمية عن ليلة الفرح الصحفي بتوزيع الجوائز على المستحقين، ألا وهو المنتدى الإعلامي وما فيه من فعاليات، وبما يزخر من متحدثين ومنظرين، ورجالات إعلام لهم تجاربهم الميدانية والفكرية. نقول: نتمنى على الجائزة والقائمين عليها من خلال نادي دبي للصحافة، أو من مجلس إدارة الجائزة المتجدد على الدوام أن ينتبهوا لشيء أراه مهماً، وضرورياً، ولو أدى إلى تغيير بعض بنود نظامها الأساسي، أو اتباعه بهوامش تفسيرية للنظام الأساسي الذي ينظم عمل وقواعد الجائزة، يبيح للجائزة استحداث تكريم خاص، ومن نوع آخر، لم يكن موجوداً، ومتبعاً فيها، وهو تكريم رواد الصحافة، ومؤسسي دور الصحف والمجلات الذين قضوا نحبهم، سواء في ميادين العمل، أو وافتهم المنية بعد مراس مع العمل الصحفي لسنوات، بعضهم جاوزت سيرته الأربعين سنة، وحتى الخمسين، هؤلاء يمكننا أن نتجمل في مناسبة، مثل مولدهم المئوي، أو مرور عقد على وفاتهم، أو مرور يوبيل فضي أو ذهبي أو ماسي على إصداراتهم الصحفية ومطبوعاتهم، لن نعدم الوسيلة والحجة، واختيار المناسبة التي لا نقصد من وراءها إلا إجلال هؤلاء الرواد والإعلاميين العرب الأوائل الذين تكبدوا من المهنة، ومن أجل المهنة أكثر من الأجيال الحاضرة، فرجل مثل: سعيد فريحة ومطبوعات داره المتنوعة من صحف ومجلات ومجلات متخصصة، وتقارير استراتيجية، وبعد هذه السنوات الطوال، يستحق الرجل، وتستحق داره الرائدة، هيكل مهما اختلفنا معه، رجل صحفي من وزنه وقيمته يستحق التكريم، ونيل وسام التقدير، غسان تويني، ألا يستحق هذا الرجل ودار النهار وابنه جبران التقدير والإجلال، الأخوان تقلا، مصطفى أمين وأخوه، مؤسس دار الهلال، جورجي زيدان، ومن جاء بعده، السّيّار في البحرين، ناجي العلي كرسام كاريكاتور قتلته رسومه والمهنة، الصحفي اللبناني سليم اللوزي، وبالتأكيد هناك مؤسسون في المغرب والجزائر وتونس واليمن، وحتى في الإمارات نفسها، هذا التكريم، وهذا الاحتفاء السنوي القصد منه: ربط الأجيال الصحفية والإعلامية العربية بعضها بعضاً، وتوثيق تريد منه الجائزة التاريخ، وشرف المبادرة، وتذكير للأجيال بالأوائل، والبنّائين الرواد، وإعطاء الجائزة شمولية أكثر، واتساعاً أكبر، فليس أجمل من تذكر رجال نحتوا الصخر من أجل شرف الكلمة، وسالت دماؤهم من أجل الحقيقة.