برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله)، تنطلق اليوم فعاليات منتدى الإعلام العربي في دورته الخامسة عشرة تحت شعار «أبعاد إنسانية» في أكبر تجمع للإعلاميين من نوعه على مستوى العالم العربي. لقد تحول منتدى الإعلام العربي، وعلى امتداد دوراته السنوية، إلى منصة حوارية ونقاشية متفاعلة، واضعاً أمامه- كما هي دائماً رؤى الإمارات- الانشغال بالمستقبل والارتقاء بروافده وأدواته، وفي مقدمتها الإعلام باعتباره الأداة الأكثر قوة وتأثيراً في صياغة وتشكيل الرأي العام، وإبراز القضايا التي تهمه اجتماعية كانت أو اقتصادية أو سياسية. كما كان منصة لنقل المتغيرات وتبادل الأفكار وتطويرها وتبادل المعرفة والاستفادة المتبادلة ناهيك عن الإسهام في تطوير الخطاب الإعلامي العربي محتوى ومضموناً. كما أصبحت جائزة الصحافة العربية المصاحبة لفعاليات دورات المنتدى مهرجاناً سنوياً لتكريم المبدعين والملهمين في هذا الحقل المهم. واليوم عندما تخصص دورة هذا العام للجانب الإنساني، فليس المناسبة فرصة لإبراز ريادة الإمارات المشهود لها عالمياً في هذا الجانب، وإنما سانحة للتأكيد على القيم الإنسانية للإعلام وإبراز دوره في هذا المجال، خاصة ونحن نرى البعض ولعوامل لا دخل للمهنية فيها قد ابتعد عن تلك القيم، وذهب في اتجاهات عديدة بزعم إرضاء المشاهد وتوفير السبق له، ورأينا كيف تعاملت تلك الوسائل مع المذابح والمجازر الدموية في مناطق شتى، ولعل أقرب نموذج أمامنا المأساة السورية والهجرة السورية، وقصص الذين ابتلعهم وأحلامهم البحر في رحلة التيه والمنفى. دورة هذا العام من المنتدى تصاحبه فعاليات نوعية تجسد روح الابتكار التي تغمر «دانة الدنيا»، وهي تستقبل زوارها وضيوفها دائماً بكل ما هو جديد ومبتكر لجعل حياة الإنسان وعمله أكثر ابتكاراً وسعادة، وتعبر عن جهد متميز يبذل لتخرج كل دورة مختلفة تماماً عن سابقتها وتجعل من المشاركة فيها مناسبة ذات جدوى وذكرى جميلة لا تنسى، يستوجب معه الشكر والامتنان لنادي دبي للصحافة والقائمين عليه لإخراج الحدث بحلة قشيبة من التنظيم والتنسيق، عظيمة الفائدة للمشاركين، خاصة مع وجود أكثر من ألفي مشارك من كبار الإعلاميين والمفكرين. والشكر والامتنان لأبي راشد راعي «مربع المجد»، الداعم الأكبر للإعلام والإعلاميين، لإيمانه بدور أهل القلم والعاملين في حقل الإعلام مرآة ونبض كل مجتمع.