أسدل «المايسترو» عبدالسلام، ستار الإبداع، ووصل إلى «جمعة» الأسبوع، منهياً مسيرة حافلة من العطاء مع كرة الإمارات، كان معظمها بين جدران نادي الوحدة الذي حقق معه عبدالسلام الدوري ثلاث مرات، إضافة إلى الكأس والسوبر، قبل أن ينتقل إلى الجزيرة، فيترك فيها بصمته بلقب للدوري وكأسين، وكأس الخليج، لتأتي محطة الظفرة، بمثابة استراحة محارب، يلقي فيها النجم الكبير، نظرة متأنية على المسيرة، ويتخذ قرار الابتعاد، بعد 21 عاماً، هي جزء من تاريخنا وأعمارنا وفرحتنا. كل الوداع صعب، حتى هذا النوع من الرحيل، حين يلملم اللاعب حقائبه ناوياً أن يتركنا عند قارعة اعتدنا أن ننتظره فيها، وعلى الرغم من أنها سنة الحياة، إلا أن لاعباً مثل عبدالسلام جمعة، شكّل الكثير في وجداننا، وكان قاسماً مشتركاً في الكثير مع الفرحة، سواء مع ناديه أو مع المنتخب، وهو من اللاعبين المواطنين أصحاب البصمة والحضور، واسمه مثل عدد قليل ومحدود، يمثل عنواناً لكرة الإمارات بانتصاراتها وحتى انكساراتها.. عبدالسلام لاعب بطعم ولون ونكهة الإمارات، واعتزاله يمثل نهاية لحقبة جميلة، تستعد بكل تفاصيلها للرحيل. «جمعة» عبدالسلام، جاءتنا وكأنها على غير موعد، وعلى الرغم من المبررات التي ساقها المايسترو، والألم الذي سببه له بانيد أول الموسم مع الظفرة، وتعامله معه وكأنه لا يعرفه، إلا أن هذا الأوان كان آتياً لا محالة، فلا شيء يستمر للأبد، والمشاعر التي شهدها ستاد محمد بن زايد في وداع عبدالسلام، تكفي لاعبنا الكبير والخلوق، ليس في كم ما جرى، ولكن في عمقه ومعانيه.. تلك المعاني التي تملأ صدري الآن، فيتجول فيه عبدالسلام يرتع في كل صوب، ناثراً السنين والأهداف والهتاف. عبدالسلام، ليس في حاجة أن نقول له ماذا يعني لنا، فهو يعلم قدره ومحبتنا، وحين نودعه، إنما نودع زمناً جميلاً، شكَّلنا ورسم تفاصيل حياتنا، فلا يمكن أن تمضي 21 عاماً دون أن نشعر بها، ودون أن تكتب فصولاً في كتاب الحياة، لجماهير عشقت عبدالسلام على اختلاف ميولها، وهذا يكفيه ويسعده. والآن، حلت «الجمعة»، نهاية الأسبوع والمسيرة، وبدأت مسيرة جديدة لنجمنا الكبير الذي يقول إن بقيتها إما في التدريب أو الإدارة، وأعتقد أن عبدالسلام سيبرع في الاثنين، كما أن ساحة كرة الإمارات بحاجة إلى نجوم في الميدانين، يمثلون إضافة لها، وذخيرة لأنديتها، وكلي ثقة أن عبد السلام الذي أثرى الملاعب لاعباً سيثريها، إدارياً أو مدرباً، لأن مثله لا يعرف سوى النجاح. كلمة أخيرة: النجاح الحقيقي.. أن تصنع من النهايات بدايات جديدة