دعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للعلماء ومشايخ العلم إلى مواجهة أدعياء الدين، تؤكد رهان الإمارات وقيادتها على دورهم ومسؤولياتهم التاريخية في مرحلة دقيقة من تاريخ الأمة، بعدما تسبب أولئك المتاجرون بالإسلام ورسالته في إلحاق أبلغ وأكبر تشويه لقيمه العظيمة، ورسالته الجليلة وصورته السمحة. وتسببوا في قتل آلاف الأبرياء، ودمروا الموارد وشواهد الحضارات الإنسانية. جاء استقبال سموه لأعضاء مجلس أمناء منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة امتداداً للرعاية التي يحظى بها المنتدى ورسالته من لدن قيادة دولة الإمارات، على الأرض التي شهدت ولادته ونشوء مجلس حكماء المسلمين، وهي تستشعر المسؤولية العظيمة لعلماء وحكماء المسلمين للتصدي للأفكار المنحرفة والضالة التي يروج لها دعاة الفتن ودعاة الدين والمتاجرون به، ممن يغررون بالشباب، ويجعلون منهم وقوداً لجرائمهم النكراء التي تستهدف أمن واستقرار المجتمعات، وتزهق فيها أرواح الأبرياء، وتدمر فيها الموارد والممتلكات. والأخطر من ذلك تدمير البنى والروابط الاجتماعية ونسيج الأسرة الواحدة على يد دعاة الزيف والتضليل. عشية اللقاء السامي، شهدت الإمارات كذلك ولادة مشروع ريادي جديد، تمثل في إطلاق مشروع العلماء الإماراتيين المستندين للرؤية الإماراتية في التسامح الديني ومنهج الوسطية في الإسلام، وتحقيق الولاء للدولة وشرعيتها، وهو برنامج ينطلق برعاية ومتابعة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، وبإشراف العلامة الشيخ عبدالله بن بيه، رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، ومن خلال مركز الموطأ للدراسات والتأهيل والنشر، لبناء أجيال ومجتمعات تتصدى بالعلم والوعي والحجج لأفكار التطرف والانغلاق والإقصاء، ومن ثم محاصرة الفكر المغلوط والمنحرف الذي تروج له الجماعات الإرهابية، وتريد من خلاله شرعنة أعمالها وجرائمها الإرهابية. أجيال ومجتمعات تنعم بمستقبل مشرق ورخاء دائم، بفضل من الله، وما وفرته القيادة من حياة كريمة ورغد من العيش والتنمية المستدامة تكرس مؤسساته روح الإسلام الحقيقي الزاهي الوسطي، هذا الدين العظيم الذي كان دوماً ديناً للحياة والتسامح وحسن التعايش وصون حياة الإنسان والارتقاء به. لقد عبرت المبادرات الراقية للإمارات في هذا المسار عن انشغال دائم بخير الإنسان أينما وجد، وتجسد صورة من صور الجهد المتكامل للوقوف في وجه إرهاب برابرة العصر الذين يمثلون خطراً على عالم اليوم، والحضارة الإنسانية.