أخيراً أسدل الستار على انتخابات اتحاد الكرة، وانتهى العرس الديمقراطي الكروي بفوز مستحق لمن نالوا شرف مواصلة المسيرة الكروية، وضاع في قاع الصندوق تحالف ضدهم الزمن والناخبون بدعم علني من أطراف بعينها، وتراجع الآخرون تحت ضغوط يصعب تحديدها والابتعاد عن كشف الحقائق التي رافقت العملية الانتخابية بمهندسيها وعرابيها والداعمين والمطالبين بالتغيير والتطوير بعد سلسلة من الأخطاء الإدارية التي واكبت مسيرة الاتحاد في المرحلة السابقة، والتي أدت إلى السقوط شبه الجماعي لربان السفينة وطاقمها، وإخفاق آخرين في المحافظة على وتيرة العمل الإداري الذي بدأ يشيخ مع مرور الوقت، ويفقد بوصلة التوجه نحو عالم الاحتراف الذي سلكناه منذ دخلناه طواعية بارتكاب الكثير من الأخطاء التي انعكست سلباً على علاقة الاتحاد بأنديته، إضافة إلى كثرة الأخطاء التحكيمية التي أدت إلى تضرر البعض منها. في اعتقادي أن القيادات الكروية الجديدة قرأت الواقع بكل سلبياته وإيجابياته، ووضعت خططها المحكمة لنيل مبتغاها بدعم الأغلبية، وتلقت وعوداً تراوحت بين التأكيد والمراوغة، بدليل أن مؤشرات العملية الانتخابية اختلفت بين ساعة وأخرى بتحركات الكتلة الانتخابية كفريق عمل، واستطاعت إقناع الأندية بضرورة التغيير لمواجهة التحديات القادمة، وتحقق لها ذلك قبل بدء الجلسة بالابتسامات التي علت غالبية الوجوه التي نالت ثقة الجمعية العمومية، وتسيدت الموقف الانتخابي للمرة الأولى بعيداً عن الكثير من أندية المقدمة، لأن العبرة ليست في الاحتراف، وإنما كسب ثقتهم ببرامج ووعود تمحورت بين الانتخابية والواقعية، ولامست هموم أندية الهواة التي تشكل القاعدة العريضة للاتحاد. والآن ليس أمام الشارع الرياضي بمجالسه وأنديته وإعلامه غير دعم الإدارة الجديدة، ومنحها الثقة، والفرصة الكافية للقيام بدورها في مواصلة المسيرة، وتصويب الأخطاء التي تتحملها لجان الاتحاد والتكدس الوظيفي الذي ظهر جلياً بين المترشحين في المناظرة التلفزيونية في الكونجرس الرياضي عبر قناة دبي ووسائل الإعلام المختلفة. لننتظر في قادم الأيام نتائج المخاض الانتخابي بدمائه الشابة، ورغبته الصادقة في مواصلة المسيرة بتحدياتها المنتظرة.