في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، سافر وفد من نادي الوصل إلى البرازيل في مهمة سرية، والهدف منها هو التعاقد مع المدرب البرازيلي الشهير زاجالو لقيادة الوصل، وعندما وصل الوفد إلى هناك، وبدأوا بالسؤال عن زاجالو، لم يكن هناك حديث سوى عن المدرب نينوس، وبدلاً من العودة بزاجالو عاد الوفد بنينوس الذي قاد الفريق للتويج بلقب الدوري للمرة الأولى في تاريخ النادي، وحافظ على اللقب في الموسم التالي. أجمل ما كان في ذلك الزمان، أن وسائل الإعلام لم تكن بهذه القوة والانتشار، ولم تكن هناك وسائل التواصل الاجتماعي التي استطاعت أن تحصر العالم في غرفة صغيرة، يكفي أن يكون بها شبكة اتصال وهاتف ذكي، وكم كانوا محظوظين أن «يوتيوب» لم يكن على أيامهم، كما كانوا لا يعتمدون على ما يسمعون، ولكنهم كانوا يذهبون بأنفسهم ويتكبدون العناء، فقد ذهب الوصلاوية يوماً إلى أدغال أفريقيا، وعادوا من هناك بجوهرة لا مثيل لها ولم ينسها الناس حتى يومنا هذا، وذاك هو الغاني محمد بولو. لا أعرف من الذي جاء بالثلاثي ليما وكايو ورونالدو مينديز إلى نادي الوصل، فلا أعرف هويته، ولا أدري إذا ما كان الشخص نفسه الذي جاء بالثلاثة، أم أن كل واحد جلبته ظروف معينة، وشخصية مختلفة، وهل هو وكيل لاعبين، أم إداري؟، ولكن لا أملك سوى أن أصفق له وأرفع له القبعة، كلما رأت عيني لمحة إبداع من هذا الثلاثي، أسفر عن هدف أو فرصة قد تكون أجمل من الهدف نفسه. هذا الثالوث الرهيب قيمته تتجاوز الأهداف الـ 34 التي سجلوها للفريق هذا الموسم، وتمثل 90% من مجموع أهداف الوصل، وبالمناسبة الوصل هو صاحب ثاني أقوى خط هجوم في الدوري، كما تتجاوز حسابات الفوز والخسارة، وعودة الوصل إلى دنيا المنافسة بعد غياب طويل، أما القيمة الحقيقية فتتمثل في القدرة على انتقاء لاعبين مميزين صغار في السن، وبأسعار مناسبة، والعملية ليست صعبة، ولكنها بحاجة إلى عين ثاقبة، ورؤية فنية صائبة. لكي تتعاقد مع لاعبين أجانب مميزين، لا تصدق نظريات على شاكلة «بدرهمك المنقوش» أو «الغالي ثمنه فيه»، ولكنك بحاجة إلى فكر، وتدبر وحسن اختيار وبعد نظر، ودعوني أطرح السؤال مجدداً، من الذي جاء بثلاثي الوصل الرهيب؟ وهل كان يعلم أنه يخصنا ويمنحنا ويهدينا، أرخص وأجمل وامتع ثالوث أجنبي في دورينا.