سألني مذيع القناة الثانية في التلفزة المغربية عن سر العلاقة المتميزة بين الإمارات والمغرب، وذلك في معرض تقرير للقناة بمناسبة الزيارة التي يقوم بها الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية الشقيقة إلى وطنه الثاني دولة الإمارات العربية المتحدة، وكان ردي على السؤال بسيطاً، بأن قاعدة بناء هذه العلاقات كانت قوية وصحية على يد القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأخيه الراحل الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراهما. قائدان ممن تركوا بصماتهم الخالدة، ليس في بلديهما فقط، وإنما للتاريخ، كما جاء في كتاب المفكر الإماراتي الدكتور جمال سند السويدي «بصمات خالدة- شخصيات صنعت التاريخ وأخرى غيرت مستقبل أوطانها». اجتمعت في الزعيمين الراحلين الرؤية وبعد النظر واستشراف المستقبل والحرص الكبير على وطنيهما وشعبيهما، ومصلحة الأمة والإنسانية. قال الدكتور جمال سند السويدي: «إن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وضع الغرس الطيب والبذرة الصالحة لكل ما تعيشه دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم من تنمية واستقرار سياسي واقتصادي واجتماعي وتطور وانفتاح وتسامح، فشلت قوى الشر والضلال في تهديدها أو النيل منها، إضافة إلى العلاقة الفريدة القائمة بين الشعب والقيادة، وأساسها ولاء المواطنين المطلق لقيادتهم، وتفاني القيادة في خدمة شعبها، ووضعه على قمة أولوياتها». وقال عن الحسن الثاني: «كانت له رؤاه الثقافية والفلسفية المستنيرة في التسامح والوسطية والعلاقة بين الأديان والثقافات، حينما يعود المرء إلى قراءاتها في ظل أجواء الصراع والاحتقان الديني والمذهبي والطائفي التي تعيشها منطقتنا والعالم، يدرك كم كان هذا هذا الرجل بعيد النظر وعميق الرؤية». وعلى البناء المتين ذاته، مضت علاقات البلدين بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه جلالة الملك محمد السادس، لترتقي إلى آفاق أرحب من الشراكة الاستراتيجية. وما احتفاء صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بأخيه محمد السادس، إلا احتفاء بمكانة المغرب ومليكه لدى الإمارات وشعبها. لقد أثبتت الأيام البعد الاستراتيجي لهذه العلاقة، وأكدت مدى قرب المغرب منا رغم البعد الجغرافي، وجاءت القمة الخليجية المغربية في الرياض، ومشاركة المغرب في عاصفتي «الحزم» و«إعادة الأمل»، صورة من صور الرؤى المشتركة لدى قيادة البلدين للأمن الخليجي والعربي.