كيف لا تفوز شخصية مثل معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح بجائزة الشخصية الرياضية المحلية خلال الإعلان الذي تم من قبل مجلس أمناء جائزة محمد بن راشد للإبداع الرياضي، فمعاليه كان أهلاً لثقة القيادة منذ الأيام الأولى التي دخل من خلالها مجلس الوزراء، تجده حاضراً في كل المواقع، يعمل بشغف ويحضر أدواره وواجباته بإيجابية من نوع خاص، يسمع للجميع ويقترب من الصغير قبل الكبير. ميداني من الدرجة الأولى، يذهب إلى ساحات العمل ولا ينتظر أن يأتيه أحد، يشاهد تقاريره على أرض الواقع ويراقب ويُقيّم ويحفز ويحاسب بنفسه، في الاجتماعات لا يخرج إلا وقد اتخذ القرار، لا يؤجل ولا يغلق الملفات وإلا تكون قد انتهت وأقفلت وعرفت مسارها، في التعليم العالي أحدث نقلة كبيرة وترك خلفه أساسات صلدة جعلت كل من يأتي بعده لا يبدأ من الصفر. وفي شؤون الشباب والثقافة والرياضة، كان أهلاً للثقة، يباشر ويخطط ويحضر التنفيذ ليرى كيف تحقق ما تم التوجيه له، لا يحب المركزية في العمل وليس ديكتاتورياً في اتخاذ قراراته، يسمع للجميع ويصغي للكل، فهو يقدم مدرسة خاصة به في طريقة الإدارة وفن القيادة. اجتماعياً، يشارك معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان الجميع مناسباتهم، لم أسمع أو أرَ مسؤولاً يخصص هذا الكم من أوقات فراغه لزيارة المرضى والاعتناء بهم والسؤال عنهم مثل معاليه، تجده في الأفراح مبتسماً، وفي الأحزان معانقاً ومؤازراً. هو قدوة حقيقية برغم صعوبة أن يقوم أحد بكل ما يفعله، فرحابة صدره وحبه للناس والاقتراب منهم ومشاركة مشاعرهم من دون أن يُقصّر ولو لساعة واحدة في واجباته المهنية ومناصبه المختلفة أمر لا يمكن إلا لرجل قيادي ودقيق مثله أن يقوم به، فالوقت عنده من ذهب والإنجاز عنده لا يؤجل وحبه للناس يعتبره فرضاً لا يتنازل عنه. حين تم تشكيل الحكومة الجديدة، كان لا بد لمعاليه من دور جديد، وتأسيس أرضية حقيقية لحقيبة حساسة ومهمة معقدة مثل وزارة التسامح، فلم يكن هناك خيار أفضل من تكليف سامٍ لمعاليه بهذه المهمة، فمجلسه العامر والمفتوح للجميع تجده به كل الجنسيات وكل الأديان وكل الألوان، ولا أعتقد أن الحكومة الرشيدة ستجد من هو أكفأ منه لأداء هذا الدور الصعب والحيوي وتحويله إلى منارة مضيئة لدولة تدرك جيداً أهمية التسامح في ظل هذه الظروف التي تمر بها المنطقة، ومعاليه أحد رموز التسامح في دولتنا منذ زمن فكيف لا يكون وزيرها. كلمة أخيرة اسمك يا «بوسعيد» يكفي لأي جائزة.. مبروك.