التطرف آفة العصور والدهور لا تكافح إلا بسلام النفوس ودوي الرؤوس، وما الإرادة الإنسانية إلا الصد والرد لكل من تدفعه نفسه المريضة لتعطيل حركة الكون وتجبير الدين لصالح أغراض، وأمراض نفسية تختبئ في معاطف العدوانية والكراهية. وما التلاقي والتسامي بين الإمارات والهند إلا لأجل أن يصبح الفضاء العالمي خالياً من غبار الحروب وسعار الكروب، وراء الخطوب، والهند لم تتكئ على زند الإمارات إلا لأنها على يقين من أن هذه الدولة - الإمارات - باتت محطة لانطلاقة أجنحة السلام العالمي ونقطة الطيران باتجاه آفاق الرحبة وشفافة هذه القناعة لم تترسخ إلا لأن الإمارات كبلد وقيادة، وشعب أصبح اليوم نهراً واسعاً على ضفافه، تحط طيور المعرفة وفي أعماقه تسبح زعانف الحياة السعيدة، ومن قطراته تنمو أعشاب الرفعة والاخضرار. قيادتا البلدين على ثقة من أن التطرف لا يحارب إلا بتكاتف الجهود الخيرة وتآلف العقول النيرة وتحالف القلوب المفتوحة على الأحلام الزاهية.. الإرهاب سمم الأجواء في العالم وكمم أفواه المحبة، لذا كان لابد من الانسجام بين دولتين شيمتهما التنوع الثقافي واحتضان الأجناس والأعراق في وعاء واحد اسمه الوطن الواحد الذي يجمع الكل ويحيي الجميع، ويضع الحقوق كما هي الواجبات في متناول كل فرد يعيش على الأرض الواحدة. في الإمارات مئات الجنسيات بثقافات متعددة مثل ألوان الطيف، وفي الهند كذلك هناك الأديان والأعراق، الأمر الذي يسهل الطريق ويجعله معبداً وممهداً لسلوك ثقافي وسياسي واجتماعي لا تشوبه شائبة ولا ترهقه خائبة، إنه سلوك الحياة المفتوحة على الحياة، وعندما تكون الحياة موجة بيضاء يافعة فإنها تقذف بالنفايات بعيداً عن العمق وتجعل النهر الإنساني صافياً من الرواسب والخرائب والمصائب. الإمارات والهند جديرتان بأن تقودا المرحلة إلى موانئ السلام والاستقرار وباستطاعتهما هزيمة التطرف بكل أشكاله وأثقاله وأهواله، لأنهما بلدان متعافيان، والحمد لله، من هذه الأمراض ولأنهما بلدان تقودهما قيادتان تمتلكان من الوعي ما يجعلهما سيفين صارمين في وجه الغبن والحزن وسوء الشجن. الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وبثقة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة تمضي بالسفينة نحو شواطئ الأمان برغم انسداد رئة المحيطات من حولنا بدخان الحروب، لأننا نستشف من مآثر زايد الخير كل صفات الانفتاح من دون ارتباك أو اشتباك مع القلق، نحن في أمن القيادة ننعم بأمان الوطن ولذلك لم تتردد الهند في توسيع حدقة العلاقة مع الإمارات، لأنها تعرف أنها الرئة الصافية التي يتنفس منها العالم اليوم.. حفظ الله الإمارات وأدام عزها ورفعتها وحفظ الله العالم من شرور الكارهين.