الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أنا فهد علي

أنا فهد علي
27 نوفمبر 2017 01:59
هل من الممكن أن تغمض عينيك لتنام، بينما يظل العقل متقداً يفكر؟ عرفت هذا المعنى ورأيته بعيني ليلة نهائي مباراة العين مع تيرو ساسانا التايلاندي بدوري أبطال آسيا عام 2003، حيث إنني حاولت النوم في تلك الليلة، وأغمضت عيني، ولكني لم أتمكن من ذلك، فكل السيناريوهات كانت تجول بخاطري. مباراة الذهاب بيننا كانت قد انتهت بفوزنا بهدفين مقابل لا شيء، وكان علينا أن نحقق نتيجة أفضل في الإياب، وتلك هي ليلة الحسم، فماذا لو فزنا؟ وماذا لو عدنا بالكأس من بانكوك إلى أبوظبي؟ ماذا لو أسعدنا كبار القيادات العيناوية في المنصة، وإسعاد كل جماهيرنا؟، وماذا لو حدث العكس، وخسرنا؟.. كلها أسئلة جعلتني غير قادر على النوم، وكذلك زميلي بالغرفة سلطان راشد. ذهبت إلى زملائي المدافعين حميد فاخر، وشقيقي عبدالله علي الذي كنت أحمل همه مثل نفسي، والمحترف الفرنسي أمينو فوجدتهم جميعاً متيقظين، وجلسنا نتحدث عن المباراة، وكيف نمنع المنافس من الوصول إلى وليد سالم، واتفقنا على الأدوار والمهام، وفي الصباح جلسنا مع المدرب الراحل برونو ميتسو، الذي كان هادئاً، وطلب منا أن نبادر بوضع الفريق التايلاندي في موقف رد الفعل، ومنحنا الثقة وتحدث معنا بالمنطق. الأمر كان صعباً مع بداية المباراة، وكان الفريق التايلاندي شعلة من النشاط، وكانت هجماته سريعة، ومن كل الاتجاهات، فتماسكنا، وتألق وليد سالم، وعندما مرت علينا الدقائق الأولى بسلام عادت إلينا الثقة، وبادلناهم الهجوم، ومرت اللحظات والدقائق وكأنها الدهر، حتى استقبلنا الهدف الأول في الدقيقة 60 من ركلة جزاء ليشتعل الملعب، ونشعر بالتوتر. بعد الهدف تحدث إلينا ميتسو، ورفعت نظري إلى المنصة، وتعاهدت أنا وزملائي على أن نمنع المنافس بشتى الطرق من الوصول إلى مرمانا مرة أخرى، ونجحنا في المهمة ليتحقق لنا أغلى حلم، واستمرت الاحتفالات يومين، بل ثلاثا لم أغمض فيها عيني، ولم أشعر بالإرهاق، ولا بالتعب، بل كنت أتمنى أن أبقى مستيقظاً حتى لا يساورني أي شك بأنني أحلم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©