بالأمس ارتفع علم مصر مجدداً على السواري، مختتماً ثلاثة أيام من الحداد على شهداء مجزرة مسجد الروضة في سيناء. والتي أكدت النفس الخبيث للإرهاب والإرهابيين ممن لا دين لهم ولا ضمير، قتلة، فجرة، استباحوا دماء أبرياء في بيت من بيوت الله، وفي يوم مبارك من أيام الله، في واحدة من أبشع وأكبر الهجمات الإرهابية وأكثرها دموية في تاريخ مصر التي يعتقد هؤلاء الأقزام والأيادي القذرة التي تحركهم، دعماً وتمويلاً أنهم قادرون على النيل منها، ومن خيار شعبها العظيم، والمسار الذي اختاره بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، ورفضه لحكم جماعة الإخوان الإرهابية. التضامن الإماراتي الكبير مع مصر، والذي عبرت عنه قيادتنا الرشيدة جسد العلاقة التاريخية بأرض الكنانة، وما تمثله بالنسبة للإمارات، ورؤيتها لمصر، ومكانة مصر في قلب كل إماراتي، باعتبارها القلب والروح وصمام أمان الأمة، وامتداداً للمواقف الإماراتية المبدئية الراسخة، والثابتة مع مصر وشعبها وقيادتها، وبأنها سند لها وعون وفي خندق واحد معها في وجه أعداء الحياة و الإنسانية هؤلاء القتلة الذين ينفذون جرائمهم وأفعالهم الدنيئة تحت شعارات الإسلام، وهو منهم براء تماماً. كما أن التضامن الدولي والعالمي الكبير مع مصر، وإنارة أهم المعالم العالمية بعلم مصر، عبر عن وحدة الموقف الدولي من الإرهاب والإرهابيين، ومكانة مصر في صدارة الحرب الكونية على الإرهاب وإدراك العالم أن استهداف مصر إنما هو استهداف للأمن والاستقرار العالميين، ومحاولة لإيجاد نسخة جديدة من الدول الفاشلة في هذا الجزء الحيوي من العالم لتمرير مخططات أصحاب الرايات والصدور السوداء، والذين لا يمثلون خطراً محدداً على بلد دون سواه من البلدان، وإنما على الحضارة الإنسانية كافة. إن أفعال قتلة الركع السجود البائسة اليائسة لن تزيد شرفاء العالم إلا إصراراً وتصميماً على التصدي بكل قوة للإرهاب والمحرضين عليه ومموليه، وبالذات دعاة الفتنة الذين تؤويهم قطر من على شاكلة ذلك الذي كان أول من أفتى بشرعية اقتحام المساجد وقتل المصلين. في موقف لا يقبل أصحاب المواقف الرمادية، نجدد الوقوف بكل قوة وبكل غال ونفيس مع أهلنا في مصر، وبأنهم ليسوا وحدهم في هذا الظرف الدقيق والمواجهة الحاسمة، ونقول كلنا مصر، وكلنا مصريون، ومُصِرون على حرب بلا هوادة لاجتثاث الإرهاب، وقطع و استئصال دابره. رحم الله شهداء مصر وحفظها من كل شر.