التاريخ سلسلة من الحلقات المتتابعة المتصلة، التاريخ مثل الموجات يتأبط بعضها بعضاً، وتمضي إلى السواحل كي تغسل الرمل من الشوائب. الشباب في الماضي كانوا السواعد التي أشعلت مراكب الغوص بالنشيد، وكانوا الحبل الذي مد الغواص بخيط النجاة، كانوا بذرة الحقل ووتد الخيمة ومجداف السفينة وشراع الأمل. الشباب اليوم، يستعيدون مجد الأيام الخوالي، ويستدرجون الوعي كي يصل إلى مكانه ويحتل موقعه، في الإعراب في عالم يتحدى نفسه ويقاوم الهزات بكل شجاعة ومناعة. الشباب اليوم يهرعون بنشاط منقطع النظير للوصول إلى محطة القطار محملين مسؤولية جسيمة وفي قلوبهم تلمع نجمة التدفق باتجاه المستقبل، وفي نفوسهم شمس تضيء الوعي هؤلاء اليوم تعقد عليهم الآمال، وعلى أكتافهم تحط طيور الأحلام الكبيرة. لهذا السبب وجدت القيادة أنه لا مجال للتهاون في أمر الشباب، وهذه فرصة والفرص لا تتكرر، ولا بد من اغتنام الفرص والسعي بلا تردد لوضع الشباب في مكانهم المناسب، ليكونوا العضد والسند والسد المنيع في وجه العواقب والنواكب، ونحن في عالم سطت عليه نوازع الشر من كل حدب وصوب، وكان لا بد من الاستعانة بالشباب، والاستفادة من طاقاتهم، وقدراتهم وليتحملوا مسؤولية إكمال فصول الرواية ووضع العنوان المناسب للمرحلة، والتخلص من هبات الصدفة والدخول في المعترك كأعضاء في الجسد الواحد، ولا أحد معفى من المهمة ولا أحد قاصر في مجتمع أسس بنيانه على النضوج والكفاية من دون غواية. هذه المهمة يتطلع إليها المجتمع بأمل أوسع من فضاء المحيط، وينذر نفسه بتوفير كل ما لديه من مقدرات لأجل الشباب لكي يطالوا شغاف النجوم، ويلامسوا وجه القمر ويفرحوا قيادتهم ويسعدوا أهلهم ويرفعوا قامة الوطن. الشباب قادرون على حمل العبء وقد أثبتوا ذلك في كثير من المحافل والمجالات، وأكدوا أن الإمارات بلد الإنجازات والإبهار والدهشة، واليوم ندخل في المحك الأهم، وهو تدريب الشباب على إدارة أماكنهم بعيون لا تغشيها غاشية ونفوس لا تشوبها أنانية وعقول مغسولة من درن الأهواء وأرواح لا تذعن لواش أو نمام أو معتد أثيم أو جاهل ولئيم، فالمسؤولية تقتضي الوعي وتوسيع الحدقة كي لا تغمض عن تساهل أو تجاهل أو تماطل أو باطل في حق من أولوا الشباب مسؤولية فتح أبواب الحلم على أوسع مصاريعها. ووضعوا الجميع في حضن الوطن يلف اللفيف ويمنع التسفيف ويرفع راية كلنا في الوطن مع الوطن سواعد تبني وعقول تنسق زهرات الحقل وقلوب تتلو آيات العطاء، والأحلام مستمرة في صياغة الصورة المثلى لوطن السعادة والأحلام الزاهية.