الجمعة والسبت الماضيان، تشرفت بزيارة الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل ملك البحرين للشؤون الخيرية والشباب وقائد الحرس الملكي ورئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية، وأيضاً الرئيس الفخري لاتحاد الفروسية وبطل القدرة والرجل الحديدي.. وتعمدت أن أذكر مناصب الشيخ ناصر الذي يبلغ من العمر ثلاثين سنة، كي أوصل الفكرة التي ترسخت لديّ بعد التعرف عليه عن قرب أكثر من السابق، حيث كنت أعرفه من بعيد.

الرجل بكل بساطة يريد لمملكة البحرين، أن تكون مملكة النشاط والروح الإيجابية، وأعتقد أنه نجح إلى حد كبير في ذلك، فمثلاً تابعت صباح السبت، وهو يوم عطلة رسمية تجارب سباحة لمسافة ألف وتسعمئة متر، وذهلت للعدد الكبير من المشاركين، ليس من الأجانب، أو المحبين لرفقة الشيخ، بل من المواطنين والعوائل والسيدات، ومنهم البطلة شيخة الشيبة التي تشارك في سباق يعجز الأصحاء عن مجرد التفكير بالمشاركة فيه، ناهيكم عن إكماله
«سباحة وجري ودراجات تحتاج لساعات طويلة، وحتى تناول الأكل أثناء السباقات»، وهي بيد واحدة، نعم يد واحدة، ولكنها اليد التي تصفق على ما يبدو.
من دعمها وشجعها ووقف معها هو الشيخ ناصر بن حمد وشجع شعب بلاده والمقيمين على النظر للحياة على أنها فرصة للعطاء والإيجابية، وليس للترهل والكسل والانكفاء والسلبية.
وقبلها بيوم وجدت معه ومع شقيقه الشيخ خالد في بطولة العالم للكومبات فايتينج بمشاركة 51 دولة، وهذا ليس بيت القصيد، بل بيت القصيد أنني شاهدت الصالة ممتلئة عن آخرها بالحضور، وأيضاً من العوائل والفنانين ومشاهير «السوشيال ميديا» والجاليات المقيمة في البحرين التي أتت لتشجع أبطالها، وأيضاً لتستمتع بأجواء احتفالية كرنفالية أشبه ما تكون لـ«شو» رياضي، وليس ألعاباً قتالية فقط.
وقبل يومين عاشت البحرين من جديد، على وقع بطولة الرجل الحديدي، وقبلها «الفورمولا وان»، وقبلها تتويج أبطالها بالذهب الأولمبي والعالمي والقاري، وعندما قلت له إن الميداليات تأتي عبر أشخاص ليسوا بحرينيي الأصل، أجاب الشيخ بكل شفافية ووضوح وثقة، بأنه من أراد حمل علمنا والمساهمة في صناعة أفراحنا «حياه الله»، ونحن نعمل على قاعدة بحرينية تتعلم منهم وتتدرب على أيديهم، أي أن هناك خططاً بعيدة المدى وأخرى قصيرة الأجل، وأعلن أن بلاده ستتجاوز الصين في جاكرتا وقطع على نفسه وعداً «متلفزاً» بأن البحرين ستتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2022، ولا أنسى كيف شاهدت أبناءه شيمة وحمد ومحمد، وهم يحملون سروج الخيول التي تدربوا عليها، وينظفون حوافرها وأجسادها، من دون أية مساعدة، وعندما سألته لماذا يفعل ذلك بنفسه أجاب: «شيل كلمة شيخ وابن ملك، أنا أب ومع عائلتي».