لم يكن الهدف من عملية مسجد الروضة في شمال سيناء، يوم أمس، المصلين ولا حتى رجال الأمن، وإنما الهدف أكبر من ذلك بكثير، فالهدف هو إرهاب مصر وإرهاب العرب، بل وإرهاب العالم بأسره. والمثير في هذه العملية الوحشية أنها رد واضح على من يدعي أن الإرهاب مبرره الإسلام وموجّه لغير المسلمين، فلم تعد لهؤلاء حجة بعد اليوم في أن الإرهاب لا يفرق بين دين ودين، فهذه الجريمة كانت ضد مسلمين يؤدون صلاتهم في يوم الجمعة، تمت محاصرتهم والهجوم عليهم بقنبلة، ثم وبكل وحشية تم إطلاق وابل من الرصاص على الرجال والعجائز والأطفال، ليسقط أكثر من 235 شهيداً وعشرات الجرحى. بلا شك أننا أمام حقيقة لا يمكن أن نغمض أعيننا أو نشيح بوجوهنا عنها، والعالم بأسره مطالب اليوم بأن يقف مع مصر ضد الإرهاب، مصر التي واجهت الإرهاب منذ عقود طويلة، وهي التي أصبحت مستهدفة بشكل مباشر منذ الربيع العربي ومنذ خروج الإخوان الإرهابيين من الحكم، الإرهاب في مصر لا يستهدف المصلين الأبرياء فقط، وإنما يستهدف العالم بأسره، منذ عام 2013 ومصر تشهد العمليات الإرهابية الواحدة تلو الأخرى، في القاهرة، وفي سيناء، وفي الواحات، وفي كل مكان ينطلق الإرهاب يبحث عن مساحات ليمارس جرائمه الوحشية التي لا يتخيلها عقل.. المشكلة اليوم بحاجة إلى موقف عالمي من إرهاب مصر، هو إرهاب للعرب، وهو إرهاب للمسلمين، وهو إرهاب لكل العالم، فمصر هي صمام الأمان في هذه المنطقة المليئة بالصراعات. مصر هي الهدف الأول للإرهاب، لذا فإنه على العالم أن يقف مع مصر، قيادة وشعباً، يقف مع هذه الدولة وقفة سياسية وأمنية وثقافية وقانونية، ويعطي كل الدعم لاستقرار مصر.. ومواجهة جماعة الإخوان الإرهابية بالتحديد، هذه الجماعة التي خرجت كل الأفكار الإرهابية من تحت عباءتها، لا يمكن التهاون ولا التسامح مع الإرهاب، في كل يوم يمر والعالم يخسر فيه أكثر وأكثر وأكثر، لذا فإننا اليوم أمام حالة لا يكفي التعامل معها بالإدانات والاستنكار والدموع والصلوات فقط، نحن بحاجة إلى اقتلاع الإرهاب من جذوره، العالم بأكمله تكلم أمس، ودان هذه العملية الوحشية التي لا علاقة لها، لا بدين ولا بمذهب ولا بعقيدة ولا بقومية ولا بشيء من الأشياء، وإنما علاقتها المباشرة بالإرهاب والإجرام والتخويف، فهل يدرك العالم ما الذي يحدث للجنود المصريين الذين يدفعون أرواحهم ثمناً لمواجهة الإرهابيين؟ فلا يكاد يمر أسبوع إلا ويواجه جنود مصر الأبطال أولئك الإرهابيين، فيقتلون منه العشرات. نحن بحاجة إلى أن تنطفئ نيران الإرهاب في المنطقة، وعلى رأس الإرهاب الإخوان الإرهابيون، وحزب الله الإرهابيون، ومن سار على نهجهم من جماعات الإرهاب المعروفة والمعلنة، وغيرها ممن تلبس قناع الدين والوسطية والمقاومة، وغيرها من الأقنعة الزائفة، لتخفي وراءها الإرهاب والكره والقتل. قلناها سابقاً ونكررها اليوم، نحن مع مصر بالكلمة وبالفعل وبالموقف، لن نتأخر عن هذا البلد الذي قدم للعالم الخير، واليوم يواجه الإرهاب. رحم الله شهداء مصر، ورحم الله جنودها الأبطال، وستبقى مصر واقفة في وجه الإرهاب والعنف والكراهية، مسلمين ومسيحيين، في كل أطياف هذا الوطن، ونحن في الإمارات وكل خليجي شريف، يقف مع مصر قلباً وقالباً.