الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هدايا المجاملات.. ترهق الأسرة

هدايا المجاملات.. ترهق الأسرة
25 نوفمبر 2017 02:02
أبوظبي (الاتحاد) مع المناسبات السعيدة من خطوبة وزواج وأعياد ميلاد تعاني الكثير من النساء العبء الكبير الذي تلقية «المباركات الاجتماعية»، حيث تستنزف من ميزانية الأسرة، ولا بد أن تكون الهدايا تليق لمن يستقبل الهدايا، وكذلك على قدر من أهدى له الآخرون، فيزداد العبء أحيانا في المواسم التي تنتعش فيها مناسبات الزواج والخطوبة والمواليد، ومع ذلك تضطر النساء إلى اختيار هدايا مناسبة، ما يشكل هاجساً حقيقياً لأصحاب الدخول المحدودة والمتوسطة، وبالتالي زيادة الأعباء المالية على ميزانيتهم واستنزاف جيوبهم، وقد تدفع الكثير منهم للوقوع في فخ الاستدانة والاقتراض بهدف تلبية دعوات المناسبات والمباركات الاجتماعية. أبدت فاطمة حسن، «ربة بيت»، عدم قبولها لكثرة المناسبات الاجتماعية، حيث لا يمر شهر إلا وتضطر لاقتناء هدية مناسبة لزميلاتها في العمل التي غالباً ما تكون إحداهن قد رزقت بمولود أو خطوبة أو زواج الأخرى، ومع ذلك تجد أن الهدايا تفرض أنماطاً معينة عند شرائها، وبالتالي هي استنزاف لجيوب الأسر، متمنية تغيير العادات الاجتماعية بين أرباب الأسر التي تهلك الميزانية، وقد تجبر العديد منهم للاستدانة والاقتراض بهدف القيام بالواجبات الاجتماعية، معتبراً أنها كحلقات «مسلسل بلا نهاية». هدايا بسيطة وأكدت عبير سليمان، حجم الإحراج الكبير الذي وقعت به أثناء زواجها، مبينة أن زميلتها المقربة لها جداً أهدتها عقداً من الذهب وبه حبات من الألماس، كتعبير منها عن الفرحة والسرور، تقول «إن مثل هذه الهدايا تفرض على متلقيها ردها في أقرب مناسبة تلافياً للإحراج، مؤكدة أن هذا يشكل عبئاً مادياً على كاهلها، لافتة أنها لابد أن تشترى هدية لزميلتها توازي قيمة الهدية التي استقبلتها. وتقول، « يوجد الكثير من النساء، اللاتي يضعن لأنفسهن مكانة اجتماعية معينة «برستيج»، وبالتالي تقدم هدايا مبالغ فيها، ما يشكل عبئا على الطرف الآخر، الذي يضطر لشراء هدية بنفس القيمة، أو ثمن الهدية التي قدمت له سابقاً، وهنا تفقد الهدية معناها. وتتفق في الرأي بدرية عبد الرحمن «25 عاماً، موظفة في هيئة حكومية»، وتقول أصبحت المناسبات الاجتماعية أعباء على الأسر والعائلات، حيث إنها تحولت إلى استعراضات لا متناهية، ينفق فيها الكثير من المبالغ المادية على الهدايا، خاصة وأن بعض النساء قد يلجأن للاستدانة، من أجل تقديم هدية ما، وذلك للتفاخر فقط، موضحة أن للهدية أهمية كبيرة في تعزيز العلاقات، وتكمن قيمتها في الدافع المعنوي، فهي تعبر عن تقدير واحترام الشخص المهدى إليه، وهي تعبر عن معاني الحب والتواصل خاصة بين الأهل والأقارب في المناسبات، لذلك يجب أن تكون الهدية بسيطة، كتقديم بوكيهات الورود، إضافة إلى العطور، وغيرها من الأمور البسيطة، وذلك حتى لا يضطر الناس للتكلف في رد الهدية فيما بعد. مناسبات اجتماعية وطالبت أسماء المشغوني، «طالبة جامعية، ألا نجعل من الهدايا المكلفة جزءاً من حياتنا، حتى لا تتحول إلى عبء على ميزانية المنزل، وذلك مع كثرة المناسبات الاجتماعية، من زواج وتخرج وقدوم مولود، وغيرها من المناسبات التي استحدثت مع الوقت، ولم نكن نسمع عنها قديماً، موضحة أن تقديم الماركات العالمية كهدية أصبح هوساً للكثيرات من النساء، وما يزيد الأمر سوءاً هو استغلال التجار من خلال مضاعفة ثمن سلع الهدايا، فالهدية مهمة، ولكن إذا أصبحت عبئاً على الأسرة أو الشخص، يجب عليه مراجعة نفسه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©