مع اقتراب كل عام جديد، تحرص قيادتنا الرشيدة على توظيفه لمصلحة رسالة إنسانية ومجتمعية سامية، تخدم الإنسان أينما كان داخلياً وخارجياً. ونحن على وشك توديع فعاليات عام الخير، شهدنا كيف تسابقت مختلف الجهات والجمعيات والأفراد على تقديم مشاريع ومبادرات خيرية ونوعية داخل وخارج الدولة تليق بالمستوى الرفيع والسمعة الطيبة الواسعة التي تحققت للإمارات في مختلف الميادين والمجالات، لا سيما في ساحات العمل الإنساني والخيري. في خضم السباق لأجل الخير والمبادرات الرسمية الجارية، تظهر بعض الاجتهادات الفردية الخاصة التي تستغل رغبة الناس في المشاركة في أي عمل إنساني، ولكنها تجري بصورة غير مرضية ولا ترقى لمستوى اسم الإمارات. البعض منها تتم كالفقاعة لا تسمع بها إلا في وسائل الإعلام عند إطلاقها لتخبو بالسرعة ذاتها التي ظهرت بها، ولا يكون لها أي تأثير أو وجود على أرض الواقع. فقط تؤثر على المبادرات الحقيقية وتشتت جهود الآخرين وإسهاماتهم في هذه المبادرة أو تلك. أصحاب تلك المبادرات التي نستطيع أن نقول إنها غير واقعية، لا يهمهم من الأمر سوى البريق الإعلامي، وتابعت بنفسي مبادرتين من هذه المبادرات الدعائية في مدينتين من مدن الدولة، وهو ما يتطلب اليوم وجود متابعة رسمية تبين للجمهور الغث من السمين فيما يجري من مبادرات وحملات لمساعدة أفراد المجتمع على إيصال مساهماتهم للجهة المستحقة، وبما يضمن وصولها لمن يستحق ويحتاج إليها. قبل أيام، دعت إحدى مبادرات الضجيج الإعلامي لتسجيل رقم قياسي بتجميع عمال إحدى الجهات، وعندما فشلت، لرفض مسؤولي الموسوعة العالمية التسجيل بسبب عدم مطابقته لمعاييرها المعتمدة، جعلت منه مجرد خبر عن التجمع غير معروفة الغاية منه سوى اللحاق بصرعة «غينيس للأرقام القياسية». لذلك نتمنى التصدي لأصحاب مبادرات «الضجيج» تلك الذين يعملون بطريقة «أينما دار الهوى درنا»، خاصة أننا على مسافة أيام من مناسبات وطنية غالية وجليلة، يحل بعدها عام القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتخليد مئويته بجلائل المبادرات التي تعبر عن قيم إيجابية غرسها، وفي مقدمتها نشر الخير والسلام وتقديم العون الحقيقي للمحتاجين بكل تواضع، أينما كانوا من دون تمييز بسبب اللون أو العرق أو المعتقد. وهي القيم التي تبرز شامخة أينما حل رسل الخير من بلاد «زايد الخير».