التلاحم الوطني الذي يميز مجتمع الإمارات كان دوماً مضرب المثل، ومحل فخر واعتزاز المواطنين والقيادة الرشيدة، لأنه الرهان والبرهان على متانة اللحمة الوطنية التي اعتقد بعض الواهمين أنهم قادرون على اختراقها. وفي أكثر من موقف، خاب ظنهم وسوء ما اعتقدوا. خلال لقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، جمعاً من المشاركين في المهمات والواجبات الوطنية والميدانية داخل الدولة وخارجها لدى زيارته سيف محمد بن عبلان المزروعي بمنزله في مدينة العين، أكد سموه دور تلاحم أبناء هذا الوطن الغالي مع قيادتهم في مواجهة مختلف التحديات التي تواجه الوطن، وقد كانوا دوماً «صفاً واحداً ضد المغرضين والمتربصين والحاقدين» بروح الأسرة الواحدة في «البيت المتوحد». لقاء جسد حرص القيادة على التواصل مع المواطنين في مختلف المناسبات، وقربها الدائم منهم، وكان مناسبة للتعبير عن مدى اعتزازها وفخرها وكل أبناء الإمارات بما يقدمه أبطال قواتنا المسلحة وفرق مؤسساتها الخيرية والإنسانية والإغاثية بكفاءة وقدرة عالية في مختلف المواقع، وتأكيداً لنهج قامت عليه بلاد «زايد الخير»، «إمارات الوفاء والعطاء» في نصرة الشقيق والصديق. يقف الإسهام الإماراتي اليوم بكل قوة وشموخ واقتدار ضمن قوات التحالف العربي لنصرة الشرعية، وإنقاذ أهلنا في اليمن، خير شاهد على الدور الوطني الإماراتي لتعزيز أمن واستقرار المنطقة وتحصينها من مخاطر تستهدفها ممن يريدون فرض أجنداتهم الخبيثة، وإخضاع المنطقة لهيمنتهم. وستظل تضحيات أبطال قواتنا المسلحة محل فخر واعتزاز كل أبناء الإمارات، ونحن نلمس بشائر النصر ترفرف على اليمن باستعادة الشرعية كامل وجودها في موطن العرب الأول، ودحر الانقلابيين الحوثيين ومليشيات المخلوع علي عبدالله صالح، مصداقاً لما أكده «أبو خالد» منذ الأيام الأولى لعاصفة الحزم ومن بعدها «إعادة الأمل» بأن دماء شهدائنا لن تذهب هدراً، وأن «ثارنا ما يبات». وسيظل التلاحم الوطني في الإمارات صورة خالدة من ملاحم وطن تروى للأجيال، وتغرس وترسخ في النفوس والقلوب الولاء والانتماء للإمارات وقيادة الوطن. كما سيظل الصخرة والسياج المتين في وجه كل من تصور لهم نفوسهم الشريرة وقلوبهم المريضة العبث بأمن واستقرار الإمارات. حمى الله الإمارات ومن فيها بقيادة خليفة الخير وإخوانه. و«كلنا عصاك لي ما تعصاك» يا «بوخالد».