بكل فخر واعتزاز، يحق لنا أن نقول إن بلادنا عالمية الهوى، كونية الهوية، حيث أصبحت الإمارات اليوم تنحو بالصحراء نحو غايات الفضاء العالي، وتذهب بقافلة المشاعر عند سحابة التلاقي والتساقي، لتصبح الأرض منقوشة بعشب الذين يعشقون المكان لكونه أصبح موئلاً لقصائد الحب، ومنزلاً مؤثثاً بأحاسيس الولاء إلى ما يبهر ويثري الوجدان بالأمان والاطمئنان. نفخر ببلادنا، وهي تفوز بقناعة الشباب العربي، إنها المكان الأفضل للإبداع، والإسراع في تحقيق الأمنيات الكبرى.. تقارير دولية وأممية تضع الإمارات في المقدمة، وتخصها دوماً بالثناء والإطراء، وهذا بطبيعة الحال لم يأت من فراغ، وإنما هو وليد جهود مضنية، وثمرة عمل دؤوب تبذله القيادة الرشيدة، مستعينة بتضافر جهود المخلصين من أبناء البلد الذين أصبحوا الآن في الريادة في كل موقع ومكان. الإمارات بفضل الشفافية والأريحية التي تعتمدها القيادة، وما توفره من إمكانات مادية ومعنوية، أصبحت كطائر يحلق بأجنحة الفرح، ويحدق بعيون السعادة، ويمضي باتجاه الآخر، من دون كلل أو ملل، ويتوج هذا البذل بنجاحات مذهلة في الميادين المختلفة.. إذاً نحن أمام مثال مجتمعي استثنائي، وأمام نموذج وطني يقدم نفسه للعالم، كوعاء منقوش بالذهب، وسماء نجومها بشر بعقول من سحابات المطر. نحن الآن، في هذا الوطن الجميل نسابق الريح باتجاه الآخر، نتداخل معه، نتواصل ونتصل به، والفواصل هفهفات الحب التي تجمعنا مع الناس أجمعين. الإمارات لم تحقق منجزها التاريخي إلا بهذا الوجدان المنشرح، وهذا البنيان الملوَّن بألوان الشجر، المزدان بأحرف النور، وإذا كان الشباب العربي في استطلاعاتهم، يؤكدون أنها الوجهة الأكثر ضياء وتقدماً على كثير من دول العالم المتطورة، فهذا يعني أن المسؤولية أصبحت مضاعفة والالتزام أكبر، لأن ما تحقق يفوق الخيال، ويحتاج إلى خيال يتسع القرون المقبلة، لنصبح دائماً نحن الحضارة التي جللت معانيها بالحب وليس شيئاً آخر. ومن يرصد الشارع في الإمارات، ويرى هذه الفسيفساء من الوجوه، والابتسامة تتربع عرش الوجنات والخدود الندية، يعرف أن الفرح لا يأتي إلا من بين أكناف الأفئدة المشبعة بشهد النفوس المطمئنة، والتي أمنت غذاءها وكساءها وسكناها، وقبل كل ذلك حرية التفكير، والمقصد بما لا يتعارض مع قيم المجتمع وثوابته الراسخة.