بعض البلدان تشتهر برمز واحد أو أيقونة حين تراها تشير لها، وتغنيك عن ذكر اسمها، غير أن لهولندا أكثر من رمز، فزهرة التوليب أو الزنبق ترمز لها، رغم أنها جاءت مع الأتراك العثمانيين أثناء احتلالهم لبلدان أوروبا، والطواحين الهوائية التي كانت تولد الطاقة، وتسحب الماء لتجفف الأراضي لبلد عرف ببلد المستنقعات الواطئة أو المنخفضة، وقدر أن يخلق مدناً بتحييد البحر، بالرغم، من أن الطواحين الهوائية اشتهرت عند الإسبان، وكان بطل رواية «سيرفانتيس» «دون كيخوتا» هو من يحارب طواحين الهواء بسيفه الخشبي، وأمر ثالث لا يمكن أن تراه دون أن تقول إنه هولندي، القبقاب الخشبي الذي يعرف بـ«كلوبن»، ويتفنن الهولنديون في تصنيعه، وارتدائه، لأنه يحمي القدمين في الأراضي الموحلة، هذه الرموز الثلاثة تخص وحدها هولندا، وإن كان يمكن أن نضيف شيئاً رابعاً، الأبقار الهولندية المشهورة «فريزيان أو هولستين»، وخامساً الأجبان، الهولندية المشهورة مثل «يونغ كاس، بليخم كاس، آود كاس»، وسادساً الدراجات الهوائية، والتي يزيد عددها البالغ 18 مليون دراجة، عن عدد السكان البالغين تقريباً 16 مليوناً، ويمكنك أن تصادف رئيس الوزراء، وهو آت للعمل بدراجته الهوائية، أما السابع، فلابد وأن يكون الفنان المجنون «فان جوغ» صاحب لوحة «عبّاد الشمس»، والذي توفي معدماً، أو انتحر بعد نوبات اكتئاب مزمنة، غير أن الهولنديين لا يعترفون بذلك، ويسمونه «الموت المبكر»، والذي استفاد الكل من ريع لوحاته، عداه هو، وهو الذي قطع أذنه، وهو الذي مشي سبعين كيلومتراً ليرى الرسام الفرنسي «جولز بريتون» في مدينته «كوريير»، والذي كان معجباً به، ولم يكن في جيبه غير عشر فرنكات، ولما وصل لمنزله، خشي أن يطرق بابه، ورجع ماشياً كما ذهب سدى، واليوم يحظى متحفه في أمستردام بأعلى الزيارات السياحية، ولا يزاحمه رسام آخر غير «رامبرانت» الذي ما زال بيته يستقبل الزوار، وما زالت تلك الساحة حيث ينتصب تمثاله في تلك الحديقة، وحينما نحت الروس «حراس الليل» أو «ناخت فاخت Nacht wacht» من لوحته المشهورة، أشترتها بلدية أمستردام، ووضعتها أمام تمثاله. الزائر لهولندا ستدهشه أشياء كثيرة، وسيتوقف عند البيوت المائلة أو الراقصة، وبيت «آن فرانك» البنت اليهودية التي ظلت مختبئة في خزانه، بعدما قتل النازيون كل عائلتها، وبيوت صقل وتصنيع الألماس، والبيوت العائمة، والقنوات المائية التي تكون أجمل في الليل حيث يلقي بسحره الأسود على كل الأشياء، يمكن زيارة قرية الصيادين «ماركن» يوم السبت والتي ستدهش أن كل بيوتاتها مغلقة على نفسها، وسكانها قابعون فيها، وكنيستها صامتة! amood8@alIttihad.ae