حين يعرف من يدير شعاب هيئته أو إدارته، لا شك أنه سيختزل الكثير من السنوات التي كان سيمضيها من أجل أن يعرف فقط.. من أجل أن يقف على المشاكل ويستكشف الدهاليز الكثيرة، التي ربما لا يفضي بعضها إلى شيء. من هنا، فإن اختيار يوسف السركال رئيساً لمجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، صادف أهله تماماً، فالرجل منغمس في الشأن الرياضي منذ سنوات طويلة، ويستند إلى رصيد هائل من العطاء والإنجازات في محافل محلية وإقليمية ودولية شتى، وكلها ستصب في مصلحة المهمة الجديدة التي تتطلع إليها كل رياضة الإمارات بتفاؤل كبير، لإحداث هزة حقيقية، لا سيما على صعيد اللوائح، غير أن السركال لن يستطيع وحده أن يحدث هذه النقلة، وعلى الجميع، من مسؤولين وجماهير وإعلام أن يتكاتفوا معه من أجل مصلحة رياضة الإمارات، التي أثق أنها أولوية لدى يوسف السركال، فقد اعتدنا منه ذلك، وبعيداً عن تفاصيل المسيرة، وما أنجزه خلالها، وما تأجل بفعل ظروف مغايرة، كان السركال قامة إماراتية نباهي بها في كل محفل، واليوم وهو يترأس الهيئة العامة للرياضة، عليه أن يبلور كل خبرات السنين عملاً وإنتاجاً. السركال رئيس اتحاد الكرة لدورتين، ونائب رئيس الاتحاد الآسيوي، وعضو لجنة المسابقات بالاتحاد القاري، ونائب رئيس اللجنة الأولمبية وعضو لجنة التفتيش بالاتحاد الدولي لكأس العالم بألمانيا 2006 وعضو اللجنة المنظمة لكأس العالم للناشئين تحت 17 سنة عام 2001، ورئيس مجلس إدارة نادي الشباب لسبعة أعوام، لا شك أن لديه الكثير، والأهم أنه طوال الفترة الماضية عرف ما الذي تريده رياضة الإمارات، فهو الأدرى بشعابها، واليوم عليه أن يتجه مباشرة إلى الثغرات ليسدها، وإلى المشاكل ليقضي عليها، وإلى احتياجات رياضة الإمارات ليلبيها. لا بديل أمام الساحة الرياضية بكل أطيافها عن مساندة السركال إن كنا نريد صلاح حال رياضة الإمارات.. إن كنا نريد جمعيات عمومية فاعلة وانتخابات تمنحنا من يستحق، ولوائح حقيقية تضع حدوداً لكل شاردة وواردة.. لا بديل عن مساندة السركال ليس لأنه رئيس الهيئة العامة للرياضة، ولكن لأن الساحة التي عملت معه سنوات طوال على أكثر من صعيد تعلم أكثر من غيرها ما لديه، وتعلم أن خبراته التي حصدها ليست هباء، والأهم أن الرجل لديه رغبة حقيقية في أن يضيف، لأنه ليس ممن يتولون المناصب «والسلام»، ومشغول بالعمل وليس الكلام. كان السركال دائماً بيننا.. أشدنا به مرات وانتقدناه مرات، لكن أحداً لم يقل يوماً إنه لا يبذل قصارى جهده من أجل رياضة الإمارات، واليوم وهو يبدأ تحديه الجديد، علينا أن نصطف خلفه، وكلي أمل أن الرجل وقد عاد، لن يرضى بالاعتياد. كلمة أخيرة: من عرف «الشعاب».. يخطط قبل الرحلة لعبور الصعاب