تسمعون عن الجو جيتسو، تقرؤون عن بطولاتها وأحداثها طوال السنة، تستغربون لماذا أصبحت فجأة إحدى الألعاب القتالية المفضلة في الدولة، ألم تتساءلوا لماذا هذه اللعبة بالذات التي دخلت علينا من بين ما يقارب 106 لعبات قتالية تمارس حول العالم حالياً في مختلف بقاع الأرض؟. تاريخياً فإن اللعبة أسسها محاربو الساموراي، فهي لا تكتفي بالقوة والسرعة وخلافها من أساليب الألعاب، بل تريد من ممارسيها استخدام الذكاء والتكتيك، وهي أشبه بممارسة لعبة الشطرنج التي تحتاج للتروي، ولو تمعن أي منكم في أي مواجهة على بساط هذه اللعبة سيشاهد أن اللاعب الأضخم وصاحب العضلات المفتولة قد لا يكون هو الفائز إن لم يستخدم عقله. تعريف اللعبة هي إجبار الخصم على الخضوع، ولكنها تحمل في أرشيفها قصة مراهق بعثر تاريخ الألعاب القتالية هذا المراهق اسمه «هوليو جريسي» الابن الأصغر آنذاك لعائلة جريسي، ولكنه كان شديد الذكاء وسريع التعلم، تعلم الجو جيتسو وعمره لا يتجاوز 16 عاماً، بدأت تزيد شهرته، فجاء بطل الجودو آنذاك والملقب بـ «كيمورا»، وقال له: أتحداك في مباراة، وإذا صمدت أكثر من 3 دقائق فأنت الفائز، ونظراً لحجم هوليو جريسي الصغير، وضخامة «كيمورا» وخبرته لم يتوقع أحد أن يصمد المراهق أكثر من 3 دقائق. انتهت المباراة بفوز «كيمورا» ولكن بعد 30 دقيقة وليس 3 دقائق، خسارة المراهق «هوليو»، كانت بداية لانتصار وصعود نجم لعبة جديدة في العالم اسمها «الجو جيتسو»، هذه اللعبة انتقلت إلى البرازيل ببعض التعديلات والتطويرات، واليوم بات تُمارس في مختلف العالم. في الإمارات هناك أكثر 47000 طالب يمارسون اللعبة من مجموع 76000 لاعب حاليا من بينهم 15000 فتاة، وباتت من ضمن يوميات أكثر 100 مدرسة، يعني بعد سنوات قليلة ستصبح هذه اللعبة الأكثر شعبية وممارسة في الإمارات كلها. وإذا كنتم تتساءلون: لماذا اقتحمت هذه اللعبة مدارسنا وطلابنا بهذه الطريقة؟ فهي للعلم تساهم في تقوية العديد من مناطق الجسم المختلفة مثل تحسين قوة الأداء، وقدرة التوازن وتقوي القلب والأوعية الدموية، تعزز دور جهاز المناعة، وهي تعلّم صفات مهمة بتنا نفتقدها في أطفالنا مثل الصبر، التحمل، الانتظام، وأعتقد أن الأجيال الجديدة باتت فعلاً تحتاج لألعاب قتالية بطابع روحي وأخلاقي. كلمة أخيرة شاهدها.. تمعن فيها، راقب أداءها وسيكون القرار في النهاية أن تنضم لأسرتها.