ما هذا الذي يحدث؟.. هو حقيقة وليس خيالاً.. لدينا لعبة تمكنت في سنوات قليلة من أن تختزل الزمن، وتبلغ الآفاق، وتدهش العالم.. لدينا أبطال واعدون بالآلاف.. لدينا نهج يسير كـ «الساعة»، ومنظومة إدارية تمكنت في وقت وجيز من أن تكون لها كلمتها التي تسمعها الدنيا بأسرها.. لدينا بطولة عالمية للمحترفين تأتي نسختها الثامنة وقد تبدلت التفاصيل وتعددت المشاهد.. لدينا رياضة أقرب إلى الكمال، لدرجة أننا نتمناها في كل ما لدينا من رياضات.. ليت الجميع كالجو جيتسو. ما زلت أذكر البدايات.. حين كان نطق الكلمة ذاته صعباً.. حين كانت خيالات تطل من أوراق الصحف تبشر برياضة واعدة جاءتنا من أرض بعيدة، وفي كل يوم كانوا يقطعون مسافة ألف ميل.. كيف؟.. لا أدري.. وسرعان ما أصبحت من مفردات الشارع والبيت والمدرسة والمجلس.. سرعان ما تفرعت عن الحلم أحلام، وعن الحقيقة حقائق. لا شك في أن دعم سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، كان كلمة السر، وركيزة النجاح ومفتاح التحدي، لكن الدعم لا يمكن اختزاله في مادة أو قرار، وإنما امتد إلى جوهر المعادلة، وامتد إلى الأيدي الأمينة التي تلقفت الحلم وسابقت الزمن لتحقق ما عجز عنه الكثيرون وربما كل البقية.. تلك الأيدي التي رعت النبتة وسقتها عملاً وحباً للوطن، حتى أصبحت شجرة يستظل بظلها آلاف الرياضيين. اليوم، يبدأ الحلم من جديد على أرض الإمارات، وسط تحولات مهمة أحسن القائمون على اللعبة اختيار الوقت لإقرارها.. بطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجو جيتسو تمتد هذا العام لعشرة أيام، ويدخل التصنيف إلى المنافسات لأول مرة، ومن المنتظر مشاركة أكثر من ستة آلاف في منافسات الصغار والكبار.. ما يجعل منها أشبه بدورة أولمبية، وهو في حد ذاته إنجاز كبير، يحسب للقائمين على الحدث. جاءتنا الجو جيتسو منذ سنوات قليلة لتعلمنا أصول رياضة غريبة عنا، واليوم نحن نقود آسيا من خلال موقع رئيس الاتحاد الآسيوي الذي يشغله عبد المنعم الهاشمي، ونقود العالم من خلال موقع النائب الأول لرئيس الاتحاد الدولي وهو الهاشمي أيضاً، ونقود الأبطال بعدد من البطولات الدائمة، في مقدمتها بطولة العالم للمحترفين.. اليوم حين نقف على قمة الجبل وننظر كم أنجزنا في الرحلة يملؤنا الفخر، لكن الهاشمي بخلاف الجميع.. يقف على القمة وينظر للأعلى.. يبحث عن قمة أخرى.. هذا هو الفارق. *?*? كلمة أخيرة: هناك من يصعد إلى القمة ليستريح.. والنادرون ينتظرونها ليبدؤوا الرحلة.