للتاريخ أبواب، فلست بحاجة للقيام بأعمال بطولية أو مآثر خالدة أو تضحيات لا تنسى حتى تدخل التاريخ وتسكن إحدى زواياه، يكفي أن تقوم بأشياء لم يأتِ بها أحد من قبلك، جيدة كانت أو سيئة، حتى تقتحم أحد أبواب التاريخ، وهو يضم بين جنباته رموزاً خالدة وشخصيات فاسدة، فالتاريخ له طرق عدة وأكثر من مسار، أنت من تحدد موقعك فيه، أنت الذي تختار. عندما تنكشف فضيحة المنشطات التي أدينت بها العداءة إلهام بيتي، وتكون الطامة الكبرى أن هناك من حاول خداعنا، والتستر على القضية، والتعتيم على الفضيحة والإيقاف، وفي أجواء من الغموض والسرية والتكتم، فقد كشفت الوثائق الكثير وما خفي فهو أعظم، كيف نثق بكم بعد اليوم؟ وكيف نصدق أنكم تعملون لمصلحة رياضة الإمارات، فقد جئتم بشيء لم يأتِ به أحد من قبلكم، ودخلتم التاريخ فهنيئاً لكم. توقعنا من الأندية موقفاً قوياً يعبر عما ينادون به دائماً من حرص على المصلحة الوطنية، والقيام بدورهم من أجل الدفاع عن رياضة الإمارات، ولكن فوجئنا بمواقف مهزوزة من البعض، يبدو أنهم لا يكترثون، وكل ما يقولونه في أحاديثهم العلنية وعبر وسائل الإعلام، عن المصلحة العامة والوطنية ليس سوى كلام، أحدهم قال: «شو أسوى، ناديي ما تضرر»، قالها بكل صراحة ووضوح وتجرد، فدخل التاريخ بمقولة فريدة لم يسبقه بها أحد. كشفنا لهم كل الأوراق، وكأننا كشفنا الجانب الخفي للعديد من الجهات، وسقطت الكثير من الأقنعة عن الوجوه، زالت مساحيق التجميل، ظهروا بأشكالهم الحقيقية، هؤلاء هم الذين يديرون رياضتنا، وبالتالي لا يحق لنا أن نسأل أنفسنا لماذا لا نتقدم، لماذا لا يجاري القطاع الرياضي مختلف القطاعات المتطورة في دولتنا، وكيف تتطور رياضتنا، وهي فريسة نفوس ضعيفة، وأسيرة عقول ضيقة، ورهينة مصالح شخصية؟ عموماً يبقى تعامل الهيئة العامة للرياضة مع الفضيحة خجول للغاية ويفتقر إلى الجدية، وإلا ما معنى أن لجنة التحقيق المشكلة للنظر في القضية تضم عضواً قد يكون مداناً في أحد فتراتها، كما التقطت كاميرات المصورين أمس الأول صورة لأحد أعضاء لجنة التحقيق يقف بجوار رئيس اتحاد ألعاب القوى على منصة تتويج سباق دبي للسيدات، فما الذي يمكن أن تسفر عنه لجنة التحقيق؟ ومتى تصحو الجمعية العمومية من سباتها؟ الأنظار مصوبة عليكم، والتاريخ له أبواب كثيرة في عددها، تأكدوا أنكم ستدخلونه من أحدها.