الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ألبرتو مانغويل: أسمع الكتب تضجّ صراخاً في صناديقها

ألبرتو مانغويل: أسمع الكتب تضجّ صراخاً في صناديقها
18 نوفمبر 2017 22:08
محمود عبدالله(أبوظبي) الكاتب والروائي الأرجنتيني المولد، كندي الجنسية، ألبرتو مانغويل (1948)، يوصف عادة بأنّه (الرّجل/‏ المكتبة)، فهو مؤلف الكتب الشهيرة التي تتناول المكتبة والقراءة بصورة دقيقة، وقد أوقف الرجل كتاباته وأحلامه على هاتين الأيقونتين الفريدتين في عالم الفكر والأدب، وانعكس ذلك بشكل واضح على جملة رواياته الشهيرة: «العودة»، «كل الرّجال أفّاقون»، «أخبار آتية من بلاد غريبة»، «عاشق مولع بالتفاصيل»، «ستيفنسن تحت أشجار النخيل»، وهي الرواية التي أصدرتها دار الساقي للنشر والتوزيع في بيروت، مؤخراً، بترجمة عربية أنجزها الطبيب والشاعر والمترجم السوري جولان حاجي. تدور أحداث الرواية حول روبرت لويس ستيفنسن الذي يعيش في جزيرة ساموا المشرقة الألوان التي تقع جغرافياً في مياه المحيط الهادئ، وتحديداً في الطريق المائي بين نيوزيلندا وهاواي داخل المنطقة البولينيزية، جنوب خط الاستواء، وشرق خط جرينتش، إلى حين انقلاب كل شيء إثر الاغتصاب والجريمة وظهور قرينه السيد بيكر. وبهذا الاحتفاء المرِح بحياة ستيفنسن وعمله وأحلامه الصغيرة في فضاءات الطبيعة البكر، يحوك مانغويل حكاية باهرة يمتزج فيها الحلم بالوعي، وتتجسد فيها الرغبات المكبوتة، إذ إن القصص هي الواقع، والرُّواة يمتزجون بشخصيات حكاياتهم، في سرد يكشف عن غنى الذائقة البصرية والفنية عند الكاتب، حتى لتبدو روايته هذه واحدة من الروايات القليلة التي طالما وجدت متعة في قراءتها؛ إنها تغدو مع كل قراءة جديدة أكثر حميمية. ألبرتو مانغويل، الذي نستطيع القول إنّه بأفكاره ومواقفه المنحازة للإنسان ورفضه للعالم الاستهلاكي يشكل ثلاثياً إنسانياً وثقافياً فريداً مع الروائي الأرجنتيني أرنستو ساباتو والكاتب الأوروغوياني إدواردو غاليانو. وهو إلى جانب كونه روائياً، فهو مؤلف ومترجم وكاتب مقالات وناقد. ولد مانغويل في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، وانتقل إلى كندا عام 1982، ويعيش الآن في فرنسا، حيث عيِّن مديراً لهيئة الفنون والآداب. ويوصف كتاب مانغويل البارع «الإلياذة والأوديسة» بأنه الكتاب الذي هز العالم، فهو يتحدث عن المكانة العظيمة والأهمية الفريدة لملحمتي الإلياذة والأوديسة على مر الزمان. بعشقه للكتاب يقاوم مانغويل عالم الاستهلاك الذي صار هو الحاكم والمحرك للحياة على كوكب الأرض، وينعى انصراف الناس عن القراءة وتحولهم إلى كائنات استهلاكية تشتري وتلهث وراء كل منتج جديد باستثناء الكتب. وقد صرح في أحد حواراته: «إننا بحاجة إلى نشر الكتب حتى تلك التي لا تباع، لأنك إذا تعاملت بمنطق الاستهلاك مع الأدب، فلن يكون لدينا «هوميروس» مثلاً، وهو الذي يبيع ألف نسخة في العام، بينما يبيع دان براون 10 ملايين، فليس على هذا الأساس تقوّم الكُتب، فأنا على الدوام أستطيع أن أسمع الكتب تضجّ صراخا في صناديقها».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©