السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«انقلاب» زيمبابوي.. فرح وقلق وغموض بلا «موجابي»

«انقلاب» زيمبابوي.. فرح وقلق وغموض بلا «موجابي»
16 نوفمبر 2017 22:13
هراري (وكالات) تواجه زيمبابوي مستقبلاً غامضاً دون روبرت موجابي، بعد أن سيطر الجيش على الحكم، ووضع الرئيس البالغ 93 عاماً قيد الإقامة الجبرية، والذي ينظر إليه على أنه بطل التحرير من الاستعمار. ولا يعرف معظم الناس في زيمبابوي زمناً غير زمن موجابي، الذي تصدر الحياة العامة منذ وصل للحكم عام 1980 مع حصول البلاد على استقلالها من بريطانيا. وسادت الصدمة أرجاء البلاد الواقعة في جنوب قارة أفريقيا، بعد تطويق الزعيم المخضرم والمريض في مقر إقامته يوم الثلاثاء، فيما كان جنود الجيش يتمركزون في نقاط استراتيجية في العاصمة هراري وجنرالات الجيش يسيطرون على التليفزيون الحكومي. وفيما لم يدل موجابي أو زوجته غريس بأي تصريح منذ بدء العملية العسكرية، يأمل كثير من السكان أن تمثل الأزمة بداية لمستقبل أكثر ازدهاراً. وأفاد «تافادزوا ماسانغو»، البالغ من العمر 30 عاماً، العاطل عن العمل قائلاً: «إن وضعنا الاقتصادي يتراجع كل يوم، ولا يوجد عمل ولا وظائف»، مضيفاً: «نأمل بزيمبابوي أفضل بعد عهد موجابي، ونشعر بسعادة غامرة، فقد حان وقت رحيله». وأما بالنسبة لأنصار «موجابي»، فإنه يعتبر «رمزاً حياً» ورجلاً سعى للتمكين الاقتصادي لشعب زيمبابوي، مانحاً الأرض إلى الأغلبية من السود، بعد الاستقلال عن المستعمرين، حسبما يرى «فورشن مولي»، أحد مؤيدي موجابي. واعتبر أن «للرئيس ميراثاً ولا تزال دول أفريقية أخرى كثيرة تحاول أن تحذو حذوه». وتجاهل سكان هراري بشكل كبير التواجد العسكري في الشوارع وواصلوا تسوقهم وأعمالهم وتواصلهم اليومي كما هو معتاد، فيما أشار محللون إلى أن موجابي قد يكون يتفاوض مع الجيش من أجل إقامة مرحلة انتقالية. ويقول «ديريك ماتيسزاك»، المحلل في معهد الدراسات الأمنية في بريتوريا، «إنه يتوقع أن يعد موجابي والجيش لتسليم السلطة إلى رئيس جديد». وأعرب عن اعتقاده بأن موجابي لا يزال بوسعه البقاء في زيمبابوي، مشيراً إلى أنهم سيفضلون تقديمه كرمز للتحرير وإبداء الاحترام اللازم له. وتابع: «إن الصعوبة الأساسية دائماً لأسرة موجابي، هي ضمان أمن غريس موجابي، في حال وفاة روبرت موجابي». ويراقب المجتمع الدولي الفصل التالي من الأزمة عن قرب. وحذر الاتحاد الأفريقي من أن الأزمة في زيمبابوي «تبدو كانقلاب»، داعياً الجيش لوقف ما يقوم به والعودة إلى النظام الدستوري. وتشتهر غريس موجابي بولعها بالتسوق وأحياناً بالسلوكيات الخارجة عن المألوف. وقد تسببت مؤخراً في خلافات حادة داخل حزب «زانو» الحاكم. ويسخر منها المواطنون بإطلاق اسم «ديس جريس» وتعني «العار أو الفضيحة». بدورها، دعت بريطانيا، مستعمرتها السابقة، زيمبابوي للهدوء وحذرت من تسليم السلطة لقيادة غير منتخبة. وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون: «ببساطة لا أحد يريد رؤية الانتقال من طاغية غير منتخب إلى طاغية آخر». وخرج التوتر بين الرئيس والجيش، الذي طالما كان حجر الزاوية في نظامه، إلى العلن في الأيام القليلة الماضية. واتهم حزب «زانو» الحاكم قائد الجيش الجنرال «كونستانتينو شيونجا» «بالخيانة»، بعد أن انتقد موغابي لإقالته نائب الرئيس «إيميرسون منانجاجوا» البالغ 75 عاماً. وكان «منانجاجوا» يعد بين أكثر الضباط ولاء لموجابي، وقد عمل إلى جانبه لعقود، لكنه فرّ إلى جنوب أفريقيا بعد إقالته ونشر خطاباً من خمس صفحات فيه انتقادات لاذعة لقيادة موجابي والطموح السياسي لزوجته. من جانبه اعتبر المحامي «أنيسو فوساني بانجيداز» أن قرار الرئيس الإطاحة بنائبه «كان خطأ»، مضيفاً: «الآن أصبح الحال في زيمبابوي هو أن عدو عدوي صديقي»، في إشارة إلى أن خلاف السيدة الأولى مع «منانجاجوا» أدى إلى زيادة شعبية نائب الرئيس المقال. واعترض المحامي الشاب على فكرة أن الجيش أو أي شخص يمكن أن يتم تنصيبه رئيساً خلفاً لموجابي، والذي غالباً ما سيكون «التمساح»، ولن يكون أفضل من الرئيس الحالي، وقال: «إن رجال الجيش أذكياء ويدركون ضرورة التعامل مع المجتمع الدولي.. وبمجرد التخلص من موجابي فإننا نستطيع البدء من جديد واللحاق بما فاتنا». وعقد قائد الجيش «كونستانتينو شيونجا» مؤتمراً صحفياً غير مسبوق يوم الاثنين الماضي، حذر فيه موجابي من أنه سيتدخل إذا ما استمر في تطهير حزب «زانو». ودخل «منانجاجوا» في خلاف طويل مع زوجة موجابي، وينظر للاثنين كأبرز المرشحين لخلافة موجابي، مع أفضلية لـ«منانجاجوا»، الذي يحظى بالدعم الضمني للجيش الذي ينظر لـ«غريس»، السياسية المبتدئة، باستهانة. واعتذر «كودزا شيبانجا»، البالغ 35 عاماً والقيادي في رابطة شباب حزب «زانو»، عن انتقاده قائد الجيش شيونجا بعد تحذيره من التدخل ضد موجابي. وقرأ «شيبانجا»، الذي بدا عليه عدم الارتياح بياناً، «أطلب من الجنرال شيونجا أن يتفضل بقبول اعتذاراتي بالنيابة عن رابطة الشباب وعن نفسي. فلا نزال صغاراً.. ونحن نتعلم من الأخطاء».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©