هي مرحلة جديدة من عمر «النصر»، إما أن يكتبها الجميع أو يعود «الأزرق» من حيث ما جاء، الظروف تبدو متاحة والمناخ يساعد والأجواء العامة إيجابية، وحالة التفاؤل التي يعيشها المعنيون والمحبون تؤكد أن هناك طفرة قادمة ستكون في الطريق، ولكن هذه الطفرة لن تكون بالكلام بل بالدعم والتواصل والحضور والمؤازرة، لا يحتاج النصر من أقطابه وجمهوره أن يجلسوا بعيداً عن الاستاد ليراقبوا الأوضاع، فإن انتصر الفريق صفقوا بهدوء، وإن هُزم تذمروا وغضبوا ورحلوا. النصر اليوم في مرحلة فارقة من عمره، فهو يريد أن يسجل تاريخاً جديداً لهذا الجيل من اللاعبين وحتى المسؤولين، لننسى التاريخ وننسى الماضي وننسى الانتصارات أو حتى الأخطاء، فالمطلوب هو تكاتف الجميع حول الأزرق، تكاتف معنوي وتكاتف مادي وتكاتف إعلامي. الجمهور عليه أن يؤدي دوره، والأقطاب عليهم المبادرة بالدعم، واللاعبون السابقون عليهم الحضور، حتى لو لم يكن لهم أي مسؤولية، هذا النادي يملك شريحة عريضة من مختلف أطياف المجتمع، لا يوجدون إلا في الأفراح والتصوير مع الكؤوس، يجب أن تتغير هذه الثقافة، وأخذ الأمور بنظرة أخرى، الباب مفتوح للجميع والمقاعد متوافرة في كل مكان، سواء في منصة كبار الشخصيات أو الدرجة الأولى أو حتى خلف المرمى، تشجيع الفرق ليس كحضور الحفلات الغنائية أو الأعراس أو حتى الندوات.. الفريق يريد أن يرى أن خلفه المجتمع الرياضي أو النصراوي بمختلف فئاته، والإدارة لن تستطيع أن تنجح وحدها إذا اكتشفت أنها تعمل بمفردها، فإنْ نجحت فهذا واجبها، وإنْ فشلت فستلقى وابلاً من النقد والهجوم في وسائل التواصل. أتحدث اليوم عن النصر لأن فرصته أقرب، ولأن نتائجه أفضل، ولأن حلمه بالوصول إلى الدور الثاني بات على عتبة فوز واحد فقط. الفريق حقاً ممتع، ويقدم كرة قدم سريعة وجميلة، والمدرب تظهر لمساته في القمم الكبيرة، وفي دوري الأبطال أظهر لنا فريقاً سريعاً ومنظماً وواقعياً، وكلها قد لا تكفي لو شعر الجميع أن الأزرق سيكون كالغريب على أرضه، كاليتيم بين أهله وناسه. كلمة أخيرة إن كانت جدة هي «أهلي وبحر»، فإن دبي اليوم هي.. «بوراشد» ونصر!