بعيداً عن البيان الهش.. وبعيداً عن كلماته الركيكة وعباراته المهزوزة، وبعيداً عن الحجج غير المقنعة والتبرير المردود عليه، وبعيداً عن أخطاء البيان اللغوية والذي لو قرأه أبو الأسود الدؤلي لخرج من قبره مستغيثاً بضياع قواعد اللغة والنحو، وبعيداً عن مصادفة أنه تم إرسال خطاب محكمة الكاس بعد يوم واحد من نشرنا للتحقيق، ويا سبحان الله لو نشرنا التحقيق بتاريخ 20 نوفمبر لقالوا في البيان إن القرار وصلهم من سويسرا يوم 21 من الشهر نفسه، عموماً هذه ليست قضيتنا، بل موضوعنا يتلخص في شجعان الظل، وأصحاب المبادئ المتلونة ! هم يريدونها حرباً، ولكن من دون أن يخوضوا فيها.. ويريدونها وسيلة لتحقيق أهدافهم ولكن من دون أن يساهموا بذلك.. ويريدونها طريقة لأخذ حقهم ولكن من دون أن يطالبوا بها، والكلام موجه لمعظم أعضاء مجلس إدارة اتحاد ألعاب القوى.. الذين يرفضون الاستقالة إلا بشروط.. ويرفضون الحديث علناً.. ولكنهم لا يقفلون الهاتف من كثرة شكاويهم واحتجاجهم على عمل رئيسهم خفية وبعيداً عن الأنظار، ويملؤون محادثات الواتساب عن فضائح اتحادهم بكل شجاعة وإقدام، ويعرفون عن كل التجاوزات ولكن يفضلون الصمت علناً، خوفاً ورعباً من أن يطير منهم المنصب، فهم أصلاً ليس لهم كلمة ولا قوة ولا حتى وجود على طاولة الاجتماعات! على مستوى الجمعية العمومية هناك أندية ومسؤولون واضحون كعبدالرحمن أبوالشوارب، والذي طالب بعقد جمعية عمومية طارئة رغم أن أحمد الكمالي ترشح من نادي النصر، وهذا الوضوح والمواجهة في التعاطي هي ردة الفعل الطبيعية في مثل هذه المواقف، فالمبادئ وسمعة الاتحاد فوق أي علاقة وأهم من أي عاطفة، وأسمى من أي صلة قرابة أو علاقة نسب! نحن لا نريد أن يكون الجميع معنا.. فنحن أصلاً لسنا مع أحد ضد أحد.. ولم نسع أن نحرض أحداً على اتحاد ألعاب القوى، ونحن ليس مثل غيرنا.. كل دورنا هو أن نعرض الوقائع وننشر المستندات ونقدم المادة بكل حيادية ونزاهة، ولكن إذا كان المسؤولون لا يريدون سوى مصالحهم ولا يسعون إلا لتحقيق مآربهم، وكل همهم ألا يستقيلوا احتجاجاً على تحجيم أدوارهم وعلى تجاهلهم وعلى ضعف تأثيرهم، فالمشكلة إذاً لا تكمن في قوة الرئيس، بل في ضعف البقية وهشاشة موقفهم، ولا ألوم أي مسؤول حين لا يلقي لهم بالاً ولا حتى «يعبّرهم».. فهم سبب ظهور فراعنة رياضتنا! كلمة أخيرة الحقيقة يا سيدي لا تُغطى بورقة «بيان».. انتهى!