السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بايـدن 2020

14 نوفمبر 2017 22:21
في تغطيتي لأخبار السياسة على امتداد حياتي استمتعت بالتفكير بطريقة غير تقليدية بشأن ماذا عساه يحدث لو خاض شخص ما السباق على منصب الرئيس. واعتدت أن أتخلى عن تقديم فكرة ما إذا رأى الأشخاص الذين احترمهم أنها حمقاء، لكني هذه المرة أتجاهل هذه العادة وأقدم الفكرة. وأحدث الافتراضات التي قدمتها لاقت سخرية من «ديمقراطيين» و«جمهوريين» على السواء، فأنا أتخيل سباق رئاسي «ديمقراطي» في عام 2020 يخوضه جو بادين! وأعتقد أن الفكرة وجيهة، لكن مع بعض الاحترازات، مثل أنه يتعين على بايدن انتقاء مرشح من نوع خاص ليكون نائبه في وقت مبكر، وأن يخطط لأن يبقى في المنصب لفترة واحدة، وأن ينشر كل سجلاته الصحية، وأنه لا بد أن يخوض السباق ضد دونالد ترامب. ورأى معظم أصدقائي الخبراء أن خوض بايدن للسباق فكرة غير قادرة على الصمود، لكن بايدن لم يستبعد الفكرة، بل يحملها بايدن ومستشاروه السياسيون محمل الجد، وكي نعرف لماذا لم يجانبه الصواب علينا أن نبدأ بفحص الحقيقة التالية في الحياة السياسية، وهي أنه حين يخوض متسابق يحتل منصب الرئيس لإعادة انتخابه تكون المنافسة استفتاء عليه، وكي ينجح المنافس من خارج المنصب يتعين أن يقدم بديلاً جذاباً يعالج بشكل أفضل ما يثير ضيق الشعب، فقد ألحق جيمي كارتر الهزيمة بالرئيس جيرالد فورد عام 1976 في أجواء فضيحة ووترجيت، وألحق رونالد ريجان الهزيمة بجيمي كارتر بعد ذلك بأربع سنوات بأن أظهر الحسم الذي تردد في أزمة الرهائن الأميركيين في إيران، ولقي تركيز بيل كلينتون على القضايا الداخلية قبولاً واسع النطاق في عام 1992، وهو أول سباق رئاسي بعد انتهاء الحرب الباردة ضد جورج بوش الأب الرجل المخضرم في زمن الحرب الباردة. وبعد ثلاث سنوات ونصف من حكم ترامب، فما الذي سيتطلع إليه الناخبون المترددون؟ إنهم سيتطلعون إلى شخص ناضج يلتزم بإنجاز المهمة بمحاولة جسر الخلافات الحزبية المريرة، ويبحثون عن شخص له خبرة في الحكم وعليم بشعاب السياسة في واشنطن وحصيف تجاه ألغام الأمن القومي، ويبحثون عن شخص صاحب سمعة طيبة بعيداً عن الفساد ليجفف المستنقع الأخلاقي لسنوات ترامب. وبايدن البالغ من العمر 74 عاماً والسيناتور السابق ونائب الرئيس السابق تتوافر فيه هذه الشروط أكثر من معظم الأشخاص من خارج المؤسسة السياسية أو الوجوه الجديدة أو أصحاب الأيديولوجيات الجديدة. ومن المؤكد أن الذين وصفوا فكرتي بأنها مزحة لديهم أسباب وجيهة، فقد كان بايدن مرشحاً سيئاً مرتين حين خاض السباق الرئاسي عامي 1987 و2007. والعمل لنصف قرن في المعترك السياسي لا ينتج عادة أفكاراً جديدة، وسيكون أكبر الرؤساء سناً منذ اليوم الأول له في المنصب. لكن هناك أسباباً تجعلنا نعتقد أن نواحي القصور هذه قد لا تؤثر كثيراً هذه المرة. فمن المفترض أن خبرته في خوض السباق مع أوباما وعمله كنائب رئيس مؤثر- وهو عمل يتطلب أن يمسك المرء عليه لسانه- ستجعله مرشحاً أفضل. صحيح أن السياسي الذي انتخب لأول مرة عام 1970 لن يكون وجهاً للمستقبل، لكن بعد الإرهاق والصدمة وعدم الكفاءة في سنوات الإدارة الحالة- سيتطلع الناخبون إلى الاستقرار والتمساك والنضج والخبرة العالمية والتمدين والنزاهة، وبايدن تتوافر فيه كل هذه الصفات. وبايدن جزء من الجناح المعتدل الذي يضم أوباما وكلينتون في الحزب «الديمقراطي»، لكن التقدميين يقرون بتعاطفه الصادق مع الطبقة العاملة، ويرون أنه ليبرالي معقول في القضايا الاجتماعية، ويبقى هناك قضية العمر، فإذا انتخب بايدن سيكون قد بلغ 78 عاماً، أي أكبر ثلاث سنوات من ترامب، لكن بايدن يستطيع أن يغير الطريقة التي ينظر بها المرشحون إلى انتخاب نائب يخوض بجانبهم السباق، فبدلاً من انتظار مؤتمر الترشيح، يجب على بايدن أن يختار نائبه قبل عام، وأن يخوض السباق كفريق، ويجب على بايدن أن يختار امرأة في الأربعينيات أو الخمسينيات من العمر فازت بمنصب بالانتخاب وتبدي القدرة على أن تصبح رئيساً. وحجته إلى الناخبين ستكون مباشرة وفحواها: أنا أكثر رجل خبرة على الإطلاق يخوض السباق على منصب الرئيس وبحلول نهاية فترة الولاية الأولى سأكون قد أعددت شريكاً بأوراق اعتماد رائعة ليخلفني. ربما تكون فكرة مجنونة، والاحتمالات قد تكون أفضل لصالح تغير يحمله وجه جديد أو شخص من الجناح اليساري يمثل القلب الجديد للحزب «الديمقراطي»، لكن انظروا إلى المزايا السياسية: فما أفضل ترياق لمشكلات الإدارة الحالية من النضج الرائع لجو بايدن؟ *كاتب أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©