بما أن المدرب القدير مهدي علي قرر الكلام أخيراً عن أسباب ظهور منتخبنا بهذا المستوى، فدعونا نستعرض أهم النقاط التي ذكرها في مؤتمره الأخير. أولاً، ذكر أنه أخطأ حين سلّم لاعبيه للأندية خلال معسكرات الصيف، وأنه لم ينل فرصته في تحضيرهم لهذه التصفيات بالشكل الأمثل.. ونسي أو تناسى أن اللاعبين هم أساساً مرتبطون بعقود مع أنديتهم، وهي من لها الحق في تحضير لاعبيها، كما يحدث في كل أندية العالم، سواء المتطورة أو المتخلفة، ثانياً، من يسمع أن مهدي ترك اللاعبين يسرحون ويمرحون مع الأندية، يعتقد لوهلة أن المنتخب لم يعسكر، ولم يتجمع طيلة أيام الموسم، ولكننا لم نصل بعد إلى مرحلة «الزهايمر»، كي ننسى أنه بعد نهاية الموسم الماضي، أخذ مهدي اللاعبين في فترة إعداد استمرت 12 يوماً، كي يلعبوا مع منتخب تيمور في افتتاح مباريات التصفيات، ومن ثم، وبناء على طلبه، تم افتتاح الموسم الكروي في عز الحر في شهر أغسطس، في بادرة غريبة من نوعها؛ إذ لعبنا جولة واحدة في الدوري، وتوقفت المسابقة قرابة الشهر، وسط ذهول الجميع، وليذهب بعدها «الأبيض» لمعسكر خاص، ولعبنا مباراتي ماليزيا، ومن ثم فلسطين التي تعادلنا فيها من دون أهداف، ونسي مهدي أيضاً أن مباراة السعودية لوحدها قام من خلالها بمعسكر تحضيري استمر لمدة 12 يوماً في الدوحة، وهي أقل بقليل من المدة التي يحضّر فيها بعض المدربين منتخباتهم لبطولة كأس العالم، ويعني أن مدرب منتخبنا حصل على أكثر من 38 يوماً لفلسطين وماليزيا والسعودية وتيمور، كم سنحتاج لو لعبنا مع اليابان؟. علماً بأن مجموع أيام معسكرات المنتخب هذا الموسم وصلت إلى 87 يوماً، فهل تظن عزيزي المدرب أنك بعد كل ذلك لا زلت لا تتعمد رمي أخطائك على غيرك، وأن من حقك أن تشكو الروزنامة والأندية وقلة فترة تجمعات المنتخب، فهل تريد مثلاً أن يصبح موسمنا نصفه دوري والنصف الآخر معسكرات، كي ترضى؟!. سؤال آخر: ما هي أقوى مباراة دولية ودية لعبناها هذا الموسم، مباراة مع كوريا الجنوبية، ومن ثم أصبحت ودياتنا مع منتخبات ميانمار وتركمانستان وبنجلاديش ورديف آيسلندا، فهل هناك منتخب يريد أن يكبر، ويتطور، ويقارع العمالقة، وحين يتحضر للتصفيات يلعب هذه الوديات؟. الحجة الجديدة دورينا ضعيف، ولكن كيف صعدت تايلاند والعراق، ونافست لبنان، وتأهلت سوريا، دورينا يكاد ينهار، والسبب الـ «87» يوماً التي تريد زيادتها!. كلمة أخيرة أكبر خطايا العقل أن يعتقد شيئاً من الوهم.