الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كيف أسعد؟

13 نوفمبر 2017 00:32
كل واحد منا يبحث عن السعادة ويفتش عنها في كل الطرقات والاتجاهات، فهناك من يبحث عنها في الكماليات الثمينة وهناك من يبحث عنها في السفر وهناك من يبحث عنها بين الزهر، ولكن السعادة لا يصنعها طعام وحده ولا ثياب ثمينة ولا الزهور، وإنما يصنعها حب لا نهاية له. فحينما تكون جميلاً ترى الوجود جميلاً، وأقصد بالجمال هنا الجمال الروحي الذي ينعكس على الجمال الخارجي، فتتوافق الروح والجسد ويكتمل عندها العطاء آنذاك، وأن تكون راضياً بما هو لديك وأن تثق بأنه أجمل ما لديك، وأن تسعى دائماً إلى تطوير ذاتك والارتقاء بها. فالسعادة الحقيقية هي المحاولة وليس في محطة الوصول. كثيراً ما يردد البعض أن الدنيا هي دار شقاء متجاهلاً وغافلاً عن آيات الله في الكون عن سر تناغم الطبيعة وجمال الكون في كل جزيئاته، فحين نتأمل السماء تجد لوحة تحيي أملاً في فؤادك وأنت ترى منظر القمر وهو يتوسط السماء والنجوم ترسم بهاء في الأفق، وفِي الطرقات ترى منظر الأشجار والزهور وهي تزين الجنبات، فَلَو تأملت لونها وجمالها لشعرت بقيمة ذلك المنظر الأخاذ، ولو تأملت نفسك وما تملك من نعم مادية أو معنوية لأدركت حينها أنك أسعد البشر. جميل جداً البحث عن سبل السعادة ولكن كثيراً ما يجعلها الواقع بعيدة عنا ليس بسبب أنها غير موجودة بل لأن ذواتنا ربطت السعادة بمفاهيم أخرى لأننا ننظر للأشياء البعيدة التي قد نصل لها أو لا نصل. في خريطة السعادة هناك مفاتيح الحب والأمل هي أساس بناء الذات وأساس مقاومة كل هم يعتري الإنسان وإن كانت كل الظروف. أنت وحدك ربان سفينة السعادة، واعلم أن السعادة قرار صادق مع النفس قبل أن تكون عبارات أو شعارات تردد أو تكتب، وتقرن السعادة بالآخرين بل أقرنها دوماً بما تريد، فحين تمتلك مقومات العيش الكريم فأنت بذلك سعيد، وحين تمتلك مقعداً في وظيفة ما فأنت سعيد، وحين تملك أخاً يحبك بصدق فأنت سعيد، وحين تملك ما تسد به جوعك فأنت سعيد، وحينما تملك مأوى يحميك من البرد والحر فأنت سعيد، وحينما تجد وطناً لبى كل احتياجاتك فأنت بذلك أسعد البشر في وطنك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©