يمتد الخيط الذهبي من بينونة إلى صاروج الحديد إلى وادي المليحة، إلى جبال رأس الخيمة والفجيرة، ومعه يمتد وجدان بلد أسس مشاريعه على موجة التسلسل التاريخي، وبنى مجده على صروح الإرث التليد، ذهب بمشاعر الناس نحو غيمة ممطرة ونجمة مبهرة ورصع حروف التاريخ على صفحات التألق ونقش طموحاته على قماشة الإرادة الصلبة ونحت تطلعاته على سفوح جبال الشموخ والرسوخ. هكذا يسرد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الحكاية من البداية حتى النهاية ويذهب بالإنجاز عند أعالي الامتياز الفريد، وهذا الوطن، هذا الحصن، هذا الفنن، هذا الشجن الحضاري يفخر بصانعي مجده، وصائغي قلائده ومنظمي قصائده ومعدي فرائده، يفخر بهم لأن بهم ومنهم أصبحت الإمارات اليوم بستاناً مزدهراً وضع زهراته على الأغصان مبدعو الفن فأصبح الإنسان يجول في التضاريس وكأنه يمشي على صهوة نجمه أو يحث الخطى على ربوة غيمة، أصبح الإنسان يغزل أحلامه من هذا الواقع الناهض، هذا الواقع المنتمي إلى نفسه وإلى تاريخه وإلى عرق من حموا الديار بأرواحهم ورعوا منجزها بسواعدهم واعتنوا بأجنحة الطير حتى رفرف وهفهف وعزف لحن الخلود، خلود الإمارات ومجدها وعزها وشرفها وكرامة إنسانها. من أول التضاريس حتى آخر التضاريس، التاريخ ينسج جلبان الأرض، من حرير الحب والانتماء الفريد، التاريخ يكتب معلقاته السحرية بأسلوب أسطوري، لم يكن له مثيلاً، لأنه فقط تاريخ الإمارات، لأنه فقط ينهل من إرث صب رحيقه عند شفاه الحلم، فكبر الحلم، صار واقعاً، زاهياً، باهياً، متناهياً في العظمة والإشراق، واقع الإمارات الذي لبى صرخة وصحوة، صارت اليقظة وعياً إنسانياً يلف البسيطة بشرشف الوجد والمجد، مجد العشاق، سليلي الأشواق، هؤلاء الرجال الذين عاهدوا الله بأن يكونوا دوماً جنوداً مجندة لرفعة الوطن وسعادة الإنسان. واليوم وفي زحمة العشاق والأشواق والأعناق والأحداق، نجد الإمارات شجرة تظلل وتدلل وتكلل وتجلل، شجرة جذرها في الأرض وفرعها في السماء، وما بين الجذر والفرع قلوب تهتف، اللهم احفظ هذا الوطن وأجره من حقد الحاقدين، وحسد الحاسدين ويرتفع الدعاء ومعه يشدو الطير، رياناً جذلاناً، مكتنزاً بنشوة الحرية وفرحته باتساع الفضاءات الملونة بالفرح والبحر الأزرق يعيد للتاريخ صوت الموال عند سواحل اللهفة، يعيد لنا جميعاً عبق النهار القديم يجدد فيه دفاترنا ومحافظ ذكرياتنا والذاكرة في التاريخ فسحة لكتابة الأمل وتلوين المقل ببريق البهجة.. هذه هي الإمارات.. وجود ينهل تجدده وحيويته من مخزن التاريخ العريق.