نحن في الضوء، نحن في حضرة الإبداع الصحراوي، نحن في المشهد الحضاري جدول عطاء، وجديلة جمال، نحن في هذا النهر، نغدق العالم بفلسفة النهار المشع بخير الذين يمضون بالقافلة نحو أهداب الشمس، ويعلقون القناديل في سقف الخيمة الإنسانية، ويضيئون الطريق، كي تمشي الأجيال من دون كبوات، وتسير الحافلة محملة بالفرح، مفعمة بالأمل. متحف اللوفر المصباح المنير يتمشى على أرض الصحراء الهوينا، ويخطو خطوات ثابتة نحو المستقبل، يخطو على رمل الذاكرة الإنسانية متشحاً بقلادة الوعي، بأهمية الثقافة وضرورتها، لكبح ظلام الذين عششوا خارج الوعي، الذين تخندقوا عند كثبان الجهل، واختبأوا في غياهب العتمة مثل خنافس الأماكن المهجورة، وساروا بمصير العالم نحو مجاهيل الجرح الأليم. هذا اللوفر، هو الموجة العارمة، تغسل عار المدنفين بالتخلف، الغائصين في غابة الكراهية، الغائرين في العدوانية، الذاهبين خارج الزمن، في لا نهائي الغيبوبة، وفي الموت السريري. العالم اليوم، يصطف جسداً واحداً ضد الظلام ضد الأوهام، من أجل الحقيقة، والحقيقة تكمن هنا على هذه الأرض في الإمارات، لأن الإمارات الشعلة التي سهرت على إنارة الغرفة العالمية، لأن الإمارات الشمعة التي طوقت العالم بالضوء، ولأن الإمارات، حظيت بقيادة آمنت بالحب، وطريق الحب يبدأ بإضاءة وجدان الناس بالثقافة، وتحرير الذاكرة من الرواسب، والذهاب إلى العالم بقلوب شفافة، لم تخربش على صفحاتها الأصابع الملوثة، ولم تنل منها مشاعر المهلوسين، والمدلسين، والممسوسين، ومن أجلوا فعل الضمير إلى زمن غير مسمى. اللوفر في أبوظبي، حضور موشوم بعلامة السعادة والانفتاح، والتسامح، والتصالح مع الذات، والاندماج في الوجود، والانغماس في الحياة، بفكر مثل الندى على صفحات الورد، مثل البرد على زجاجة الحلم، مثل ابتسامة العفوية على شفاة الأتقياء، مثل هديل ينثال من مبسم حر، مثل السناء في ليلة يحضر فيها النبوغ، وبلاغة النبلاء، ورجال المواقف الصعبة، وأصحاب المثل العليا. اللوفر في أبوظبي قاموس المحيط في نباهة المعنى، ودلالة العبارة، وفصاحة الكلمة، وحصافة الفكرة، ورجاحة العبارة، والقدرة الفائقة على بلوغ شغاف النجوم وقطف الثمرات من أغصانها العالية، ورفع النشيد، لكي يتناغم الإنسان مع الوجود، وتنسكب القطرات العذبة على وجنات الأرض، فتعشب وتزهر، وتزدهر وتنمو على أعطافها حبات الفرح، حبة حبة، ويصبح العالم بستاناً من فرح، أزهاره، هؤلاء الذين يزرعون الابتسامة على الوجوه، ويرسمون الوسامة على وجه الكون.