اكتفى المستشار أحمد الكمالي، رئيس اتحاد ألعاب القوى، عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي، بتصريح مقتضب رداً على ما نشرته «الاتحاد» حول حقيقة وضع العداءة إلهام بيتي التي يعرف الاتحاد أنها موقوفة، ويوهمنا أنها تستعد وتظهر مستوى متميزاً.. قال رئيس الاتحاد رداً على ما كتبناه: هذا دور الإعلام ولا تعليق، ونسي أن يقول لنا في المقابل ما دوره وما دور الاتحاد ولماذا كان ما كان؟ الأمر أقرب إلى العبث.. عداءة صدر قرار إيقافها لمدة عامين منذ 22 يوليو 2016، قبل انطلاقة أولمبياد ريودي جانيرو بعد إدانتها في قضية تلاعب بالدم، يوهموننا أنها على ما يرام، وأنها تستعد أو مصابة تخضع للعلاج.. خمسة عشر شهراً قضتها إلهام بيتي في قفص الاتهام وقضيناها نحن في قفص الأوهام، ولما أوشك إيقافها أن يمضي، بدأوا يمهدون لعودتها، حتى لا نشعر أن شيئاً قد حدث، والأنكى أنهم ليتهم سكتوا، لكنهم إمعاناً في خداعنا هم من يروجون للإعداد ويتحدثون عن المستوى المتميز والجاهزية للمشاركة بالألعاب الآسيوية في أغسطس من العام المقبل، أي بعد انتهاء الإيقاف. القضية التي كشف تفاصيلها الزميل راشد الزعابي، ليست مجرد عداءة تم إيقافها، فليست المرة الأولى، ولسنا أول ولا آخر بلد يتم إيقاف لاعب منها بسبب المنشطات، لكن القضية الأهم تتمثل في سلوك المسؤول، ومسؤوليته، والدوافع التي وقفت وراء هذا المسلسل الطويل والغريب.. ماذا يخشى؟.. هل يريد أن يظهر أن كل الأمور «تمام» في الاتحاد الذي يترأسه؟.. هل يخشى إنْ عرف الناس إيقاف اللاعبة أن يقلل ذلك من جهده ومن عمله؟.. شخصياً أعرف المستشار الكمالي منذ سنوات طويلة، والحقيقة أنني أستغرب ما حدث ولا أرى له مبرراً على الإطلاق. الأغرب أيضاً أن الرجل مسؤول كبير في الاتحاد الدولي.. هو عضو المكتب التنفيذي وتصرف بهذا الشكل ينال من أسهمه ومن أسهمنا أيضاً.. لا شيء يستحق هذا المسلسل، وليس في الإمكان أن نخفي شيئاً للأبد في هذا العالم الذي يعرف كل من فيه كل صغيرة وكبيرة عما فيه، وإيقاف إلهام بيتي لم يكن ليؤرقنا ولا ليبكينا كثيراً.. كنا سنكتب مرة أو مرتين، وسيدافع من يدافع، ويفسر من يفسر، ونتحدث عن اختلاط الأدوية بالعقاقير والأخطاء الطبية الشائعة، وسيمضي الأمر، لكن ما حدث لن يمضي بالسهولة ذاتها.. الأزمة باتت أزمة ثقة.. الأزمة باتت في أن المسؤول لا يباشر مسؤولياته كما ينبغي، وفي أجواء كتلك وأمور تدار بهذا المنطق، يبدو أن علينا أن ننتظر الإنجاز كثيراً.. قبل كل شيء علينا أن ننجز مع أنفسنا لنستحق أن ننافس مع من لا يعرفون هذا العبث. كلمة أخيرة: الأكاذيب أسرع ما ينمو.. لكنها لا تثمر