تعادلنا.. ليست الجماهير وإنما المنتخب، فلا صورة أروع من ذلك كنّا ننتظرها في ستاد محمد بن زايد بلغت درجة الكمال، لكنها لم تكن كذلك في «الأبيض».. هو على حاله المرتعش منذ بداية التصفيات.. كان واقعاً ليس بإمكانك أن ترفضه كله ولا أن تقبله كله.. كانت الرغبة في الحلم أقوى من الفرص المهدرة وسوء التمرير وعدم التوظيف الدقيق للاعبين.. تأهلنا للمرحلة الأخيرة من التصفيات المونديالية من الباب الضيق.. لكن بعد اليوم لن نرى إلا باباً واحداً.. لن تتعدد الأبواب فإما الصعود أو الذهاب. عادت الجماهير أمس عن بكرة أبيها، لكن «الأبيض» لم يعد، ولم يكن التعادل الذي حققه عودة، فقد كنّا على أرضنا.. عدنا ولم يعد اللاعبون.. فقط في الشوط الثاني، فاحت منها رائحة «الأبيض» الذي نعرفه.. بعدما تسيد «الأخضر» الأحداث في الشوط الأول، وتقدم قبل أن نعود وندرك التعادل في لحظة مكافأة للجماهير، وليس للفريق الذي لا أدري ما أصابه، فمثل هذا الأداء وإنْ كان مقبولاً على مضض في البدايات، فليس ممكناً أن يستمر، فالقادم مرعب.. وعلى اتحاد الكرة والجهاز الفني للمنتخب والإداري واللاعبين أن يراجعوا أنفسهم ويعلموا أن هذه الجماهير ليست على استعداد للتخلي عن حلم طال انتظاره وتستحقه. عدنا لكن الحلم يعاند.. أو يبدو كذلك.. لن نرضى بغير الوصول لكأس العالم في روسيا 2018، لكن ذلك لم يبد ممكناً تماماً أمس أمام السعودية.. حفلت المباراة بلحظات شك كثيرة.. وأسهمت عوامل عدة في الأداء الباهت الذي لم يتحسن إلا في أوقات كثيرة، خاصة في الشوط الثاني مع تصاعد وتيرة الرغبة في إدراك التعادل الذي تحقق بهدف «عموري»، ودفع بِنَا في المركز قبل الأخير ضمن أفضل الثواني. ومن هذه العوامل أيضاً، كان علي مبخوت، ليس لأنه ليس كفؤاً لأحلامنا، فهو لاعب بارع، ولكنه لم يكن جاهزاً على الرغم من أنه أسهم في صناعة الهدف الثاني، وإضافة إلى ذلك يبدو اللاعبون في مباريات عدة وكأنهم خائفون من شيء ما.. الحرص مطلوب، لكنه يجب ألا يكون خوفاً يكبلهم كما حدث أمس. والآن.. ماذا علينا أن ننتظر أو نطلب.. هل علينا أن نفكر كثيراً في حالنا الذي مضى، وفي الكرات التي أنقذها ماجد ناصر وكانت عنواناً لمستوانا.. وهل ما يقدمه اللاعبون هو فعلاً مستوانا.. وهل يكفي أن نحلم لنصعد؟.. أكيد ليس الأمر، كذلك فنحن نحلم من ربع قرن.. وليس هذا مستوانا، فهؤلاء اللاعبون أنفسهم دفعونا للصراخ من قبل استحساناً وإعجاباً وحباً.. هم قبلنا يعلمون أن شيئاً تغير.. لكنه لم يتحول.. ربما يعودون في المرحلة المقبلة.. أما نحن فلن نغيب. كلمة أخيرة ليس مهماً كيف تصعد.. المهم ألا تسقط