أثناء قيام الزميل راشد الزعابي بالانتهاء من صفحات قضية إيقاف الهام بيتي، وصل بالمصادفة إلى البريد الإلكتروني الخاص بنا، خبر رسمي من قبل اتحاد ألعاب القوى لم نسعَ له، ولم نجتهد للحصول إليه، الخبر باختصار أن اللاعبة إياها تتدرب في مرتفعات إثيوبيا وهي تستعد بكل قوة للمشاركة بإحدى البطولات الدولية في شهر مارس المقبل، سادت حالة من الصمت والذهول بين الزملاء، وكأن اتحاد ألعاب القوى يعلم ما يجري في مكاتبنا، ويريد أن يساعدنا ليعطينا إدانة جديدة، من دون أن نلحقه لباب بيته!.. ويبدو أن المسرحية أعجبت الاتحاد، ويريد أن يستمر في تمثيل دور الاستغفال فيها بطريقة مبتذلة! لاعبة موقوفة، ومذنبة، وارتكبت خطيئة الاستعانة بمواد محظورة وغير مشروعة، والاتحاد يصر على التستر والدفاع عنها، ونشر مغالطات غير واقعية وإيفادها ضمن بعثة الدولة في الأولمبياد، وإعلان اقتراب مشاركتها، ومن ثم ادعاء إصابتها، وهي أصلاً موقوفة ومحرومة من المشاركة، فهل يُعقل أن نصل لهذا المستوى من الشفافية، وهل أصبحت المصداقية رخيصة لهذه الدرجة! محكمة «الكاس» تعلن إيقافها، وتعلن إدانتها، وتعلن أنها مذنبة، والشارع الرياضي والإعلام وحتى المسؤولين تم إسقاطهم في دائرة يا غافلين لكم الله، أعلى محكمة رياضية تصدر قرارها، وتؤكد حقيقة الذنب وتجاوز القانون، والاتحاد الموقر يرسل خبراً صريحاً أنها تتدرب وتستعد وتقترب من المشاركة في بطولة ستقام في مارس المقبل، علما بأن قرار إيقافها سيستمر حتى أغسطس من العام المقبل.. ولا أجد تفسيراً لهذا الخبر والقصد منه والمغزى من نشره وإرساله.. سوى أمر واحد أخجل أن أذكره! نحن لا نعترض على قيام العداءة الهام بيتي بتناول المحظورات أو حقن الدم المنشط، فهذا قد يحدث في عالم الرياضة وعقوبتها معلومة، ولكن ما أثارنا أكثر هو حالة الإبداع في التستر التي تم التخطيط لها بسيناريو محاك ومكتوب بحرفية عالية، وبتخطيط دقيق من الصعب اختراقه، فإذا كان يملك الاتحاد هذه المواصفات الخاصة التي جمعت كل هذا الدهاء والذكاء والحنكة والفطنة والسرية التامة والخطط.. فكنت أتمنى لو ترجم هذه الإمكانيات الفذة في تأهيل لاعبيه بدل ممارسة هذه المسرحية الفاشلة! ولا أعلم هل المطلوب من الاتحادات التستر على الفضائح أو نشر المبادئ الفاضلة، وتكريس العمل التربوي، والقيام بواجبات مجتمعية تصحح من خلالها مسار الشباب وتهيئهم رياضياً أم أن المطلوب منهم قد تطور مع الزمن، وأصبح من حقهم بأن يكونوا جزءاً من جريمة رياضية مكتملة العناصر! كلمة أخيرة نحن نعيش اليوم أكبر قصة خداع حدثت في رياضتنا!