لدى كشفه عن الشعار الرسمي لمعرض «إكسبو دبي 2020»، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، مقدار اعتزاز القيادة بعقول وسواعد أبناء الإمارات باعتبارهم محركاً وعماد بناء البلاد لمئات السنين المقبلة، كما كان دور أسلافهم على مر العصور في الحفاظ عليها لتظل الإمارات و«مدينة الذهب»، «أثمن من الذهب» بتلك العقول والسواعد. جاء اختيار شعار المعرض الذي سيعقد تحت عنوان « تواصل العقول وصنع المستقبل» عميقاً في معانيه ودلالاته، قادماً من تاريخ ضارب في الأعماق والجذور، وهي الحقيقة التي يؤكد عليها دوماً فارس الرؤى عن وطن يزهو بعمقه التاريخي من «بينونة» في أبوظبي وحتى «صاروج الحديد» في دبي، إلى وادي المليحة وجبال رأس الخيمة. وهي إشارات مهمة تنبه أولئك الغافلين ممن لا يرون من تاريخ الإمارات الثري سوى حقبة النفط، وما بعد قيام الدولة الحديثة قبل أكثر من أربعة عقود، بينما هناك حقب زاهرة وصفحات مضيئة من تاريخ البلاد، كانت معها على تواصل فعال مع الحضارات القديمة شرقاً وغرباً. لقد كان الحديث عن «صاروج الحديد» بمثابة المفاجأة عند الكثيرين، وبالذات أولئك المغيبين عن تاريخ وطنهم، وهو الذي اكتشفه سموه في عام 2002 بمنطقة المرموم. واستوحي شعار «الأكسبو» منه، ويعكس تجميعاً لأنماط من نقوش ومشغولات ذهبية أبدعتها حضارة إماراتية قبل 4000 عام، ونسجت خيوط تواصلها مع حضارة دلمون والفراعنة والرافدين إلى حضارة ما وراء النهرين والهند والسند. وستظل الإمارات كالعهد والوعد دوماً نقطة التقاء بين الحضارات والثقافات بكل فن وإبداع. وعلى امتداد العقود القليلة الماضية نجحت الإمارات وهي تستند لهذا الإرث التاريخي، والموروث الثري في إقامة الكثير من منصات التواصل والتفاعل، والتحول إلى مركز ثقل سياسي واقتصادي وإنساني من خلال العديد من المبادرات النوعية التي صاغتها هذه العقول والسواعد« الأثمن من الذهب». ولأجل الاعتناء بهذه الثروة والحدب عليها، كانت كل الخطط والبرامج التي اعتمدتها القيادة الرشيدة، وحرصت على صقلها بالعلم والفكر والإبداع والرؤى الاستشرافية للمستقبل منذ بواكير التأسيس على يد القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، ومضت على ذات الدرب في رحاب التمكين الميمون بقيادة خليفة الخير.