لوفر الإمارات، لوفر العالم، الكتاب المفتوح، والنص المشروح، والطرح الثقافي النابغ في شفافيته، والضوء الطالع من محجر الصحراء، لأجل أن يستريح العالم، ويسترخي على مهد الأمن والطمأنينة. لوفر الإمارات، رسالة بلغة فصيحة، بالغة الوضوح، موجهة إلى طيور الظلام، ليبلغهم، أنه لا مكان اليوم للتقوقع، ولا مجال للتعنت، ولا سلاح إلا سلاح الحب، المبني على الوعي، بأهمية إخراج العقل من براثن الفئوية، والطائفية والعرقية، والحزبية، ولا حزب إلا حزب العالم أجمع، يلتقي عند ضفة النهر، لترتشف الجياد من العذوبة، ثم تذهب إلى الحقل، كي ترعى من عشب الحياة، وترفع الصهيل عالياً، ثم تثب نحو الأفق، وهناك، ترى النور الحقيقي، هناك المعنى للحياة، وهناك تلتقي الأفكار وتتعانق مثل أغصان الشجرة الواحدة، مثل أعضاء الجسد الواحد. لوفر الإمارات نبوءة الصحراء، ووحي القصيدة العصماء، وعناقيد النخلة المباركة، وحلم رجال عاهدوا الله على صون حياة الناس، بكلمة طيبة، جذرها في الأرض، وفرعها في السماء. لوفر أبوظبي، حوار ينفتح على السماء، لتمطر السحابة الشفيفة، ويهطل السخاء، بذلاً إماراتياً بامتياز لا مثيل له ولا رديف، غير الأنهار، والبحار. عطاء إماراتي، ونموذج في الانتماء إلى العالم الواحد، فلا قطبية، ولا طبقية، غير قطب الحب، وطبقة الإنسان، صانع الحب، ومانح السعادة. قال الفيلسوف الألماني هايدجر، الإنسان راعي الوجود، ونقول أبوظبي، راعي التسامح في العالم، وهي نسقه، وقاسمه المشترك. لوفر الإمارات، يجعلنا في قلب الحضارة الإنسانية، وفي جملتها الفعلية، وضميرها الحي، يجعلنا ماضي الجملة، وحاضرها، وأمرها، ومستقبلها، يجعلنا، في كل الحياة، مثل الأنهار العملاقة، مثل شجرة الغاف، إن نضب العالم، تبقى سامقة، ورشفاتها من ندى التطلعات الكبيرة. لوفر أبوظبي مساحة في الوعي البشري، مزروعة بمصابيح الأمل الإنساني، والطموح الذي يكسر شوكة الظالم، ويهزم الظلام، ويفسد لوعة المشتاقين إلى الكهوف، والحتوف، والسقوف الخفيضة. لوفر أبوظبي، رهاننا الثقافي، ورسغ أيدينا، نهزم به من لا يحبون النور، ومن لا يتعايشون إلا مع الجيف، ولا يحتفلون إلا بالنعوش، ولا تنتعش أحوالهم إلا برؤيتهم الدماء المسفوحة ظلماً وعدواناً. لوفر أبوظبي، محطة القطار الأولى التي ستقلنا إلى محطات، ومطارات، وموانئ، فيها المسافرون، يجلسون على مقاعد الألفة، ولغتهم هي لغة الحب، وقضيتهم، هي التسامح، وهدفهم، عالم بلا حواجز عقائدية، ولا أسلاك طائفية، ولا صواعق مذهبية، عالم مثل المحيط، نحن فيه المسافرون إلى مجد الحياة، ورفاهيتها الثقافية، والمعنوية.