قد نتحمل أخطاء اللجان، وتعتاد الأندية على هفوات الأعضاء، ونتكيف على أسلوب إدارة الحكام للمباريات، وأصبحت أفضل قراراتنا هي إقالة كل موظف مسكين، وباتت سقطات التسجيل أو تأجيلات الانضباط، أو تناقضات بعض القرارات من الأمور التي صارت جزءاً من حياتنا اليومية في كرة الإمارات. ولكن أن يلعب المنتخب، وتشكل من أجله لجنة خاصة لتنظيم المباراة، وتجتمع هذه اللجنة، وتنظم وتبادر وتقدم أفكارها واختراعاتها وتحفز فئة معينة، وتسهل مهمة مجموعة أخرى، وحين يأتي وقت الجد نكتشف أن الجماهير انتظرت بالساعات حتى يتم التصدق عليها ويسمح لها بالدخول لاستاد نصفه «فاضي». المشكلة أن أعضاء اللجنة التي كلفت بتنظيم المباراة استعرضوا أمام وسائل الإعلام كيف فكروا وأبدعوا وسهلوا من طريقة وصول المشجعين إلى الاستاد، لنكتشف بعدها أن حتى البوابة لم تفتح في وجوه المشجعين. على ماذا اجتمعوا وقرروا، وعلى أي أساس ظهروا أمام وسائل الإعلام بكل ثقة وخيلاء ليستعرضوا «فهلوتهم» والجماهير أغلقت أمامها الأبواب. أدرك حقيقة وجود إهمال غير طبيعي لمجموعة تلهث خلف الاتحاد مع كل دورة انتخابية، وهي في مباراة المنتخب تحدثت في الإعلام عن التنظيم، وأنا أقسم لهم بأنهم لا يعرفون عن هذه المباراة سوى ما يعرفه المتابع البسيط فلم يتابعوا كيف سيحضر الجمهور، وكيف يجب أن يدخل، وما الطريقة المثلى لتحفيز المجتمع، وما أفضل أسلوب لربط علاقة مباشرة بين نجوم «الأبيض» وطلاب المدارس، وكلها أمور بديهية تحدث في منتخبات العالم إلا نحن، لأن سيادة أعضائنا أكثر ما يعرفونه هو اختيار مكانهم الأنسب في المنصة الرئيسية قبل انطلاق أي مباراة، هذا إذا حضروها أساساً. أعزائي الأعضاء إذا كنتم «غير فاضين» لهذه الدرجة، فلماذا توجدون في عمل رياضي بمهمة تطوعية وتورطون بسبب إهمالكم أو فتاواكم الأندية والفرق والموظفين والإعلام وحتى الجمهور. كلمة أخيرة أهم رقم في معادلة رياضتنا هو الجمهور وليس أصوات الأندية.. ليت قومي يشعرون!