الذين يتحدثون عن «كوتا» المحترفين في انتخابات اتحاد الكرة وضرورة زيادة هذه «الكوتا» بدلاً من 5 أعضاء، كما هو موجود في اللائحة حالياً، يشعرونني بأن المرشحين القادمين من الأندية المحترفة سيأتون من الدوري الإنجليزي، والمرشحين القادمين من أندية الهواة يأتون من الدوري الموزمبيقي، على الرغم من أن البيئة واحدة، وطبيعة العمل واحدة، ولا أفضلية لمرشح على آخر سوى بمعيار الكفاءة والقدرة على العطاء والعمل والإبداع. المشكلة ليست في هذه «الكوتا» والضعف الموجود في تركيبة مجلس إدارة اتحاد الكرة خلال السنوات الماضية، ليست بسبب حضور أعضاء من أندية الهواة، كما يسعى البعض لإقناعنا أو إيهامنا، ولكن المشكلة لدى الأندية التي لا تقوم بدورها الحقيقي في اختيار أفضل الكفاءات، وترشيح خيرة الأسماء للعمل في مجلس إدارة الاتحاد الذي يدير اللعبة الشعبية الأولى هنا وفي العالم. ولكي تعرفوا نوعية هذه الأسماء، فتشوا في أسماء المرشحين الذين لم ينجحوا في انتخابات اتحاد الكرة خلال الدورة الانتخابية الماضية، لتكتشفوا أنه لا وجود لهم أصلاً في مجالس إدارات أنديتهم التي قامت بترشيحهم، لا قبل ولا بعد الانتخابات، ولا أدري هل وصل الإيثار بأنديتنا أن تقدم مصلحة الاتحاد على مصالحها الشخصية، أم أنه الاستهتار واللامبالاة التي تجعلهم يرشحون أشخاصاً غير مرغوب فيهم، ولو كانوا على قناعة تامة بكفاءتهم لكان من باب أولى أن تحرص هذه الأندية على الاستفادة من خبراتهم، خصوصاً بعد عدم نجاحهم في الانتخابات. كلما تحدث مشكلة لدينا نلوم اللوائح، ونتذرع بضعفها وعدم مواكبتها لمستجدات العصر، والحقيقة أن العيب في التطبيق غير السليم لهذه اللوائح وليس فيها، والانتخابات هي ممارسة حضارية، والخلل لن يكون يوماً فيها، ولكن الخلل في من يدير لعبة الانتخابات، ومن يفكر في مصالحه الضيقة على حساب مصلحة البلد العليا. لن يتغير شيء إذا لم نغير أنفسنا، وإذا لم تكن المصلحة العامة هي الهدف الذي نسعى إليه، فزيادة «كوتا» المحترفين لن يكون لها تأثير إيجابي يذكر إذا لم يصاحبها زيادة في الوعي، وتقديم مصلحة كرة الإمارات فوق كل الاعتبارات، وأي مصالح شخصية أخرى، ولن تنجح الانتخابات ما لم نمارسها بالطريقة الصحيحة، وحتى يحدث هذا الشيء تبقى الانتخابات مشروعا فاشلا حتى يومنا هذا، لم تفرز لنا أفضل العناصر، وبدلاً من أن تكون وسيلة للتطوير، أصبحت عائقاً يقف في وجه رقي وتقدم المنظومة الكروية. Rashed.Alzaabi@alIttihad.ae